اتهم وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الولايات المتحدة بالسعي لتخريب خط أنابيب الغاز “ترك ستريم” الذي ينقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر تركيا.
وجاءت تصريحاته خلال مؤتمره الصحفي السنوي الذي عقده بمقر وزارة الخارجية الروسية في موسكو، حسبما نقلت وكالة الأناضول التركية.
قال لافروف: “الولايات المتحدة لا تتحمل وجود منافسة في أي مجال، بما في ذلك الطاقة. إنها تدعم بلا هوادة أنشطة إرهابية تهدف إلى تقويض استقرار الطاقة في الاتحاد الأوروبي”.
وأكد أن واشنطن تحرض وكلاءها الأوكرانيين لتعطيل “ترك ستريم”، مشيرًا إلى أن ذلك يأتي في أعقاب التخريب الذي طال خط أنابيب “نورد ستريم”.
وكانت موسكو قد اتهمت عملاء أوكرانيين مدعومين من الولايات المتحدة بتفجير خط “نورد ستريم”، وهو خط أنابيب تحت بحر البلطيق تعرض للتخريب في سبتمبر 2022.
جاءت تصريحات لافروف بعد يوم من إعلان وزارة الدفاع الروسية أن أوكرانيا شنت هجومًا بطائرات مسيرة استهدف البنية التحتية لخط أنابيب الغاز “ترك ستريم”. ووفقًا للوزارة، فقد حاول النظام الأوكراني، في 11 يناير، شن هجوم باستخدام تسع طائرات مسيرة على محطة ضاغط للغاز جنوب روسيا تزود خط “ترك ستريم”.
وأوضحت الوزارة أن جميع الطائرات المسيرة تم إسقاطها، وأن الحطام المتساقط تسبب في أضرار طفيفة لإحدى المباني وبعض المعدات في محطة قياس الغاز.
يُعد “ترك ستريم”، الذي يمتد لمسافة 930 كيلومترًا تحت البحر الأسود، آخر خطوط الأنابيب النشطة التي تنقل الغاز الروسي إلى أوروبا. ويتمتع بطاقة سنوية تصل إلى 31.5 مليار متر مكعب، وينقل الغاز عبر تركيا ومن ثم إلى منطقة البلقان.
من جهة أخرى، أوقفت أوكرانيا، اعتبارًا من الأول من يناير، نقل الغاز الروسي عبر أراضيها، وهو الطريق الرئيسي الذي اعتمدت عليه أوروبا لعقود لتوريد الغاز الروسي.
وقد عمل الاتحاد الأوروبي، المكون من 27 دولة، على تقليص اعتماده على الغاز الروسي منذ أن شنت موسكو هجومها العسكري واسع النطاق على أوكرانيا في فبراير 2022. وعلى الرغم من انخفاض واردات الغاز عبر خطوط الأنابيب، زادت بعض الدول الأوروبية من مشترياتها للغاز الروسي المسال (LNG) الذي يتم نقله عبر السفن.
تأتي هذه التطورات في سياق توترات متزايدة بين روسيا والغرب، وسط استمرار الحرب الأوكرانية وتداعياتها الاقتصادية والسياسية على الاستقرار العالمي.