وقع هجوم إرهابي على منشأة شركة صناعة الطيران والفضاء التركية (TUSAŞ) بمنطقة كهرمان كازان في العاصمة أنقرة، حيث سُمع دوي انفجار أعقبته أصوات إطلاق نار.
أسفر الهجوم عن استشهاد 5 أشخاص وإصابة 22 آخر.
وأكد وزير الداخلية علي يرلي كايا أن “التقييم الأولي يشير إلى أن الهجوم قد نفذه على الأرجح حزب العمال الكردستاني (PKK)، وأن التحقيقات ما زالت جارية لتحديد هويات المهاجمين.
وأفادت السلطات التركية أن الهجوم الإرهابي وقع أمام بوابة الدخول الرئيسية للمنشأة، وأن فرق الأمن والإطفاء والإسعاف توجهت فوراً إلى مكان الحادث.
نقل الجرحى إلى مستشفيات مختلفة في أنقرة، وتبين أن حالة أحد الجرحى المنقولين إلى مستشفى “يانيماحالي” بواسطة طائرة هليكوبتر حرجة.
هذا وفتحت النيابة العامة في أنقرة تحقيقًا في الحادث.
يشار إلى أن الهجوم الإرهابي جاء في الوقت الذي توترت فيه الأجواء السياسية بسبب اختلاف وجهات النظر بين الأحزاب السياسية فيما يخص استعداد حكومة حزب العدالة والتنمية لإطلاق نسخة جديدة من مفاوضات السلام مع زعيم حزب العمال الكردستاني المصنف إرهابيا من قبل تركيا وعديد من الدول الغربية.
وفي كلمته الأخيرة أمام الكتلة البرلمانية لحزبه، أشار زعيم حزب الحركة القومية دولت بهجلي إلى أنه لا يمكن حل الأزمة الكردية في تركيا إلا إذا أعلن زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان تصفية الجماعة المسلحة الكردية التي تقاتل القوات الأمنية التركية منذ نصف قرن، مشيرًا إلى إمكانية إنهاء العزلة المفروضة على أوجلان في هذا السياق.
بعد دعوة بهجلي للتصالح مع أوجلان، والتي رحب بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تصاعد الجدل في الأوساط التركية. فقد صرح مراد أمير، نائب رئيس كتلة حزب الشعب الجمهوري، أن دعوة رئيس بهجلي، لعبد الله أوجلان، لحل التنظيم الإرهابي تعتبر بمثابة طلب عفو عنه.
أمير أوضح أن مطالبة بهجلي لأوجلان بالتحدث في البرلمان تعد إشارة واضحة إلى طلب العفو عنه، مضيفًا أن تحقيق ذلك لن يكون ممكنًا دون إصدار عفو رسمي. كما وصف بهجلي بأنه ينتظر الحل من الشخص الذي كان يصفه إلى الآن بـ”مجرم إمرالي”.
هذه الدعوة تأتي رغم أن كلا من أردوغان وبهجلي دأب على اتهام أي شخص له أدنى صلة بحزب العمال الكردستاني وزعيمه أوجلان بالإرهاب. وقد أثار هذا التحول في الموقف العديد من ردود الفعل، حيث أقدم نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي بإعادة نشر تغريدة قديمة لبهجلي تعود إلى 15 مارس 2022، كان ينتقد فيها بشدة الرئيس السابق لحزب الشعب الجمهوري كمال كيليجدار أوغلو. في تلك التغريدة، هاجم بهجلي كيليجدار أوغلو لتعهده بالإفراج عن الزعيم الكردي صلاح الدين دميرتاش ورجل الأعمال والناشط الحقوقي عثمان كافالا، متسائلاً عما إذا كان سيفرج أيضًا عن “القاتل أوجلان”، على حد وصفه.
تلك التغريدة التي جاء فيها: “كيليجدار أوغلو قال إنهم سيفرجون عن الإرهابي دميرتاش وعثمان كافالا عند وصولهم إلى الحكم، أسأله هل ستفرج أيضًا عن القاتل أوجلان؟”، لاقت تفاعلاً كبيرًا على منصات التواصل الاجتماعي مصحوبا بالتعليقات المنتقدة لموقف بهجلي الحالي وحليفه أردوغان.