حث وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، المجتمع الدولي على الاعتراف بجمهورية شمال قبرص التركية (KKTC) خلال زيارته إلى لفكوشا يوم الأربعاء، مشددًا على أهمية التعاون وحل الدولتين لتحقيق السلام الدائم في جزيرة قبرص، وفقًا لما نقلته وسائل الإعلام التركية.
الانقسام التاريخي للجزيرة
تقسمت جزيرة قبرص منذ عام 1974 عندما تدخلت تركيا إثر انقلاب مدعوم من اليونان، ما أدى إلى تأسيس جمهورية شمال قبرص التركية في عام 1983، والتي لم تحصل على اعتراف دولي سوى من تركيا.
تصريحات فيدان ودعوته للتعاون
التقى وزير الخارجية التركي برئيس جمهورية شمال قبرص التركية، أرسين تتار، في لفكوشا، ثم عقدا مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا.
أكد فيدان خلال المؤتمر أن الاعتراف الدولي بجمهورية شمال قبرص التركية يمكن أن يسير على نهج دول مثل تيمور الشرقية وجنوب السودان، مشيرًا إلى أن الجزيرة شهدت سلامًا بين المجتمعات منذ عام 1974، مع تطورات اقتصادية ملحوظة على الجانبين.
وأضاف فيدان أن التعاون بين تركيا، واليونان، وجمهورية شمال قبرص التركية، وإدارة قبرص اليونانية يمكن أن يؤدي إلى تحقيق “الازدهار والسلام” في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط. ودعا الزعماء القبارصة اليونانيين إلى التحلي بالشجاعة في السعي نحو حل دائم يضمن أمن الجزيرة وتقدمها.
انتقادات ودعوات للتغيير
انتقد فيدان المواقف “المتشددة” تجاه جمهورية شمال قبرص التركية، مشيرًا إلى القيود المفروضة على التجارة والسفر والتعليم. وبدلاً من ذلك، دعا إلى تعاون يقود إلى رخاء أكبر عبر شراكات في مجالات الطاقة والمبادرات الاقتصادية قبل التوصل إلى حل سياسي نهائي.
إحياء المفاوضات في إطار أممي
أعلن الأمين العام للأمم المتحدة عزمه استضافة اجتماع غير رسمي خلال الأشهر المقبلة بمشاركة قادة الطرفين القبرصيين إلى جانب تركيا واليونان والمملكة المتحدة، بوصفها القوى الضامنة بموجب اتفاقية عام 1960.
وكانت معاهدة الضمان لعام 1960 قد أنشأت دولة قبرص مستقلة ذات طابع ثنائي القومية، مع حظر الاتحاد السياسي أو الاقتصادي مع دول أخرى، ومنحت الدول الضامنة حق التدخل للحفاظ على أحكامها، وهو الحق الذي استخدمته تركيا في تدخلها عام 1974.
تعثر الحلول السابقة والتحول نحو حل الدولتين
رغم الزخم الذي اكتسبته المحادثات القبرصية عام 2024 بعد عشاء غير رسمي نظمه الأمين العام للأمم المتحدة في أكتوبر بحضور الزعيمين القبرصيين، إلا أن المتحدث باسم الأمم المتحدة صرح بعدم وجود أرضية مشتركة للمفاوضات الرسمية، استنادًا إلى تقرير المبعوثة الأممية السابقة ماريا أنجيلا هولغين كوييار.
وقد سحب الزعيم القبرصي التركي أرسين تتار دعمه للحل الفيدرالي خلال المحادثات التي قادتها الأمم المتحدة في جنيف عام 2021، مقترحًا بدلاً من ذلك حل الدولتين. وتدعم تركيا هذا النهج، مشيرة إلى فشل محادثات استمرت لخمسين عامًا في التوصل إلى اتفاق بشأن الفيدرالية.
موقف تركيا والاعتراف الدولي
كرر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دعوته للمجتمع الدولي للاعتراف بجمهورية شمال قبرص التركية في خطاباته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في الأعوام 2022، 2023، و2024. واعتبر أن الاعتراف بجمهورية شمال قبرص التركية خطوة أساسية لتحقيق السلام والازدهار في منطقة شرق المتوسط.