أكد فاسيل بودنار، السفير السابق لأوكرانيا في تركيا، أن قرار تركيا بإغلاق مضيقي البوسفور والدردنيل في الأشهر الأولى من الحرب في أوكرانيا كان حاسمًا في منع القوات البحرية الروسية من تنفيذ خططها للسيطرة على مدينتي أوديسا وميكولايف.
جاء ذلك في مقابلة أجراها بودنار مع وكالة أوكرإنفورم الأوكرانية بتاريخ 24 نوفمبر.
وخلال المقابلة التي تناولت فترة خدمته التي استمرت ثلاث سنوات في أنقرة، شدد بودنار على أهمية الخطوة التركية قائلاً: “لقد أغرقنا السفينة الروسية ‘موسكفا’ وسفينتين حربيتين أخريين كانتا في البحر المتوسط. وأعتقد أن إغلاق تركيا للمضائق حال دون استفادة روسيا من تفوقها البحري للسيطرة على أوديسا وميكولايف وأراضٍ أخرى كانت موسكو تخطط لاحتلالها من خلال العمليات البحرية”.
ورأى بودنار أن إغلاق مضيقي البوسفور والدردنيل، استنادًا إلى اتفاقية مونترو، لعب دورًا بارزًا في إحباط الطموحات العسكرية الروسية.
يذكر أنه جرى التفاوض على اتفاقية مونترو عام 1936 لتنظيم حركة المرور عبر المضائق، حيث وضعت قيودًا على عبور السفن المدنية والسفن الحربية. وبينما تعزز الاتفاقية حرية الملاحة بشكل عام، فإنها تمنح تركيا الحق في إغلاق المضائق أمام السفن الحربية للدول المتحاربة في حالة الحرب أو احتمال نشوب حرب وشيكة. وفقًا للمادة 19 من الاتفاقية، تلتزم تركيا بإغلاق المضائق أمام السفن الحربية للدول المتحاربة في وقت الحرب، إلا في حالات استثنائية ينص عليها التطبيق العملي للمادة 25.
باعترافها بالغزو الروسي لأوكرانيا كـ”حرب”، أغلقت تركيا مضيقي البوسفور والدردنيل أمام السفن الحربية الروسية والأوكرانية، مستندةً إلى المادة 19 من الاتفاقية.
وكشف وزير الخارجية التركي السابق مولود جاويش أوغلو أن روسيا أبلغت تركيا، في 27 و28 فبراير، عن نيتها إرسال السفينتين الحربيتين من طراز “سلافا” وهما “فارياغ” و”مارشال أوستينوف” من البحر المتوسط الشرقي عبر المضائق إلى البحر الأسود. لكن تركيا طلبت من روسيا الامتناع عن تقديم طلب رسمي للعبور، مستندةً إلى المادة 19. ونتيجة لذلك، بقيت السفينة “موسكفا” الوحيدة القادرة على توفير الدفاع الجوي للسفن الروسية في البحر الأسود، والتي كانت يمكن أن تُستخدم في هجوم على أوديسا للسيطرة على المدينة أو المناطق المحيطة بها.
وفي 13 أبريل 2022، استهدفت القوات الأوكرانية السفينة الروسية “موسكفا” بصاروخين أوكرانيين مطورين محليًا من طراز “نبتون”، ما أدى إلى إصابتها بالقرب من جزيرة الثعبان في البحر الأسود. وتسببت خسارة السفينة “موسكفا” في إجبار روسيا على التخلي عن أي خطط لعملية برمائية تهدف إلى الاستيلاء على أوديسا.
كانت “موسكفا” السفينة الرئيسية لأسطول البحر الأسود، ولعبت دورًا حاسمًا في تأمين الدفاع الجوي للوحدات البحرية والبرمائية، مما جعل تدميرها يترك القوات الروسية عرضة للهجمات المضادة، ويوقف فعليًا أي طموحات لاحتلال المدينة الساحلية الاستراتيجية أو المناطق المجاورة.
أنهى بودنار فترة عمله سفيرًا لأوكرانيا في أنقرة التي استمرت ثلاث سنوات، بعد شغله منصب نائب وزير الخارجية الأوكراني إلى أن تم تعيينه مؤخرًا سفيرًا لأوكرانيا لدى بولندا.