بعد اعتقال رئيس بلدية “أسنيورت” في إسطنبول أحمد أوزر، بتهمة التعاون مع حزب العمال الكردستاني المحظور، دعا حزب الحركة القومية (MHP) إلى عملية أخرى ضد بلدية إسطنبول الكبرى بدعوى صلتها بـالإرهاب أيضًا.
وفي بيان على وسائل التواصل الاجتماعي، ادعى حزب الحركة القومية، الموصوف بـ”المتطرف” من قبل معارضيه، وجود “صلة ملموسة” بين حزب الشعب الجمهوري، أكبر الأحزاب المعارضة في تركيا، والتنظيمات الإرهابية.
هذا الادعاء جاء بعد اعتقال رئيس بلدية أسنيورت، أحمد أوزر، بتهمة ارتباطه المزعوم بالإرهاب، حيث أكد بيان صادر عن مكتب المدعي العام الجمهوري في إسطنبول توقيفه في إطار تحقيقات تهدف إلى الكشف عن أعضاء وأنشطة تنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي، على حد قوله.
وعقب الاعتقال، أصدر حزب الحركة القومية بياناً عبر حساب الأمين العام للحزب، إسماعيل بيوكاتامان، على منصة X، حيث استهدف حزب الشعب الجمهوري ورئيسه أوزغور أوزيل.
صرح بيوكاتامان قائلاً: “اتضح أن حزب الشعب الجمهوري لديه صلة ملموسة بالتنظيمات الإرهابية، وأن أوزغور أوزيل من خلال مبادرة ‘التوافق المدني’ قام بتشكيل تحالف يسلم البلديات لإرهابيي قنديل”، في إشارة منه إلى جبال قنديل في شمال العراق حيث معسكرات المليشيات المسلحة التابعة للعمال الكردستاني.
وأشار البيان إلى توقيف رئيس بلدية أسنيورت، أحمد أوزر، الذي كان مرشحا مشتركا في الانتخابات البلدية بين حزب الشعب الجمهوري وحزب المساواة وديمقراطية الشعوب (DEM) المؤيد للأكراد، ضمن إطار “التوافق المدني”، من قِبل فرق مكافحة الإرهاب صباح اليوم على خلفية تحقيق حول انتمائه لتنظيم إرهابي.
وزعم بيان الحزب القومي قيام مكتب المدعي العام الجمهوري في إسطنبول بتحديد العديد من اتصالات أحمد أوزر بأعضاء من تنظيم العمال الكردستاني على مدى السنوات العشر الماضية.
واعتبر البيان أن العملية الأمنية ضد رئيس بلدية أسنيورت أثبتت مرة أخرى صحة تحذيرات زعيم حزب الحركة القومية، دولت بهجلي، قبيل الانتخابات المحلية، من أن “التوافق المدني” بين حزب الشعب الجمهوري وحزب المساواة وديمقراطية الشعوب يشكل في الواقع “تحالفًا مع التنظيم الإرهابي (العمال الكردستاني).
كما قال الأمين العام للحزب القومي، إسماعيل بيوكاتامان، في بيانه أيضًا إن الدولة تقوم بواجبها، وإن مكافحة الإرهاب مستمرة بكل قوة، مؤكدًا أن موقف تركيا الثابت في مواجهة الإرهاب يُحبط خطط أعداء تركيا الذين يستخدمون الإرهاب كأداة.
وذهب بيوكاتامان إلى أبعد من ذلك، داعيا إلى إجراء تحقيق مماثل في حق كل من بلديتي “أكدنيز” و”توروسلار” في إسطنبول، اللتين فاز بهما حزب الشعب الجمهوري بالشراكة مع حزب المساواة وديمقراطية الشعوب تحت مظلة “التوافق المدني” أيضًا.
طالب بيوكاتامان كذلك ببدء تحقيق حول أعضاء مجلس بلدية إسطنبول الكبرى الذين عينهم رئيسها أكرم إمام أوغلو كجزء من حصة حزب المساواة وديمقراطية الشعوب للتأكد من عدم وقوع تلك البلديات تحت سيطرة التنظيمات الإرهابية، على حد تعبيرها.
ومن اللافت أن توقيف رئيس بلدية “أسنيورت” بدعوى الصلة بالإرهاب، والمطالبة بإطلاق تحقيق في البلديات المعارضة الأخرى، تأتي في الوقت الذي دعا زعيم حزب الحركة القومية دولت بهجلي، حليف الرئيس رجب طيب أردوغان، زعيم حزب العمال الكردستاني المعتقل عبد الله أوجلان إلى البرلمان لينادي فيه المليشيات المسلحة إلى ترك السلاح وحل الحزب.
واعتبر مراقبون دعوة حزب الحركة القومية لفتح أبواب البرلمان لزعيم حزب العمال الكردستاني “المحظور” من جانب واتهمه البلديات المعارضة بالإرهاب لشراكته مع الحزب الكردي “القانوني” من جانب آخر “تناقضًا صارخًا”.