اعتقلت السلطات التركية رئيس بلدية “أسنيورت” في إسطنبول المنتمي لحزب الشعب الجمهوري المعارض، أحمد أوزر، عقب اقتحام فرق مكافحة الإرهاب التابعة لمديرية أمن إسطنبول صباح يوم 30 أكتوبر مقر البلدية.
بعد استجوابه من قبل النيابة العامة، أرسلت السلطات الأمنية أوزر إلى خلف القضبان الحديدية بتهمة “الانتماء إلى حزب العمال الكردستاني” المصنف إرهابيا من قبل تركيا ومعظم حلفائها الغربيين.
من جانبها، أعلنت وزارة الداخلية تعيين نائب محافظ إسطنبول، جان أكسوي، وصياً على بلدية إسنيورت، لكن اللافت أن صحيفة “صباح” المحسوبة على الرئيس رجب طيب أردوغان أعلنت قرار الوصاية قبل صدوره من السلطات الرسمية بالفعل.
كما تبين أن رئيس بلدية “أسنيورت” السابق من حزب العدالة والتنمية الحاكم، نجدت قاضي أوغلو، نشر مشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي قبل يوم من اعتقال أوزر قال فيها: “سنعود إلى إسنيورت”، في إشارة منه إلى استعادة البلدية من أوزر، وفق حزب الشعب الجمهوري.
وكان أحمد أوزر، وهو أستاذ جامعي وعضو في حزب الشعب الجمهوري منذ أكثر من عشر سنوات، عينه حزبه وحزب الشعوب والديمقراطية كمرشح مشترك لبلدية أسنيورت خلال انتخابات 31 مارس ضمن “التوافق المدني” بين الطرفين، حاصلا على نسبة 49% من الأصوات.
وأفادت السلطات فتح التحقيق مع أوزر قبل ثلاثة أشهر، وفحص نشاطاته على مدى عشر سنوات، بما في ذلك اتصالاته ومراقبة حساباته البنكية.
وجاء في لائحة الاتهام أن إحدى المكالمات الهاتفية التي اعتبرت “دليلاً مهماً” على علاقته بـ”المنظمة الإرهابية” كانت مكالمة تعزية لشخص ألقي القبض على إخوته بتهمة الانتماء للمنظمة.
في حين أكد أوزر أثناء استجوابه أن التهم الموجهة إليه مفبركة، وأنها تهدف إلى تهيئة الأرضية لتعيين وصي على البدية التي يرأسها.
وأضاف أوزر أن الأحداث المسندة إليه تعود لأكثر من 10-15 سنة، مؤكداً أن السلطات قد اطلعت على سجله الجنائي قبل ترشيحه لرئاسة البلدية ولم تجد أي قضايا عليه قبل تنفيذ الانتخابات المحلية الأخيرة.
يذكر أن حزب الحركة القومية (MHP) دعا إلى عملية أخرى ضد بلدية إسطنبول الكبرى، وبلديات معارضة أخرى، بدعوى صلتها بـالإرهاب أيضًا، بعد اعتقال رئيس بلدية “أسنيورت” بتهمة التعاون مع حزب العمال الكردستاني المحظور.
ومن اللافت أن اعتقال رئيس بلدية “أسنيورت” بدعوى الصلة بالإرهاب، والمطالبة بإطلاق تحقيق في البلديات المعارضة الأخرى، يأتي في الوقت الذي دعا زعيم حزب الحركة القومية دولت بهجلي، حليف أردوغان، زعيم حزب العمال الكردستاني المعتقل عبد الله أوجلان إلى البرلمان لينادي فيه المليشيات المسلحة إلى ترك السلاح وحل الحزب.
واعتبر مراقبون دعوة حزب الحركة القومية لفتح أبواب البرلمان لزعيم حزب العمال الكردستاني “المحظور” من جانب واتهامه البلديات المعارضة بالإرهاب لشراكته مع الحزب الكردي “القانوني” من جانب آخر “تناقضًا صارخًا”.
في حين وصف حزب الشعب الجمهوري اعتقال أوزر وتعيين وصي على بلدية أسنيورت بـ”مصادرة إرادة الشعب”، مؤكدا أن العملية سياسية لا تمت بصلة إلى القانون.