وزارة الدفاع التركية نفت يوم الخميس ما تداوله الإعلام حول استهداف الطائرات الإسرائيلية لمواقع أو معدات تابعة للجيش التركي داخل سوريا، ووصفت هذه المزاعم بأنها “عارية عن الصحة” و”غير دقيقة”، وفق ما نقلته وكالة الأناضول الرسمية.
جاء ذلك رداً على تقارير نسبت لمصدر أمني إسرائيلي تحدث لقناة “الحدث” السعودية، وزعم أن الغارات التي طالت مدينة حمص السورية هذا الأسبوع استهدفت مخازن صواريخ ومنظومات دفاع جوي تركية الصنع، واتهم أنقرة بـ”استفزاز” إسرائيل.
تصريحات وزارة الدفاع التركية
المتحدث باسم الوزارة، الأميرال زكي أكتورك، أوضح خلال مؤتمر صحفي أسبوعي في أنقرة أنه لا توجد “أية أوضاع سلبية” تخص القوات التركية أو معداتها في سوريا عقب الغارات الأخيرة. وأكد المسؤولون أن “التقارير التي تتحدث عن استهداف أصول للقوات المسلحة التركية في سوريا غير صحيحة ولا تعكس الواقع”، مشيرين إلى أن حملات التضليل و”العمليات الإدراكية” عبر وسائل التواصل الاجتماعي تزيد من حدة التوتر في المنطقة.
انتقاد للسياسة الإسرائيلية
الوزارة لم تكتف بالنفي، بل وجهت انتقاداً لاذعاً لإسرائيل، معتبرة أن ضرباتها في سوريا وقطر تشكل انتهاكاً للقانون الدولي ولسيادة الدول المستهدفة. وأكدت أن هذه “الأعمال الاستفزازية” لا تسهم إلا في تصعيد التوترات وعرقلة الجهود الرامية إلى تحقيق السلام الإقليمي.
الاستراتيجية الإسرائيلية في سوريا بعد الأسد
إسرائيل دأبت منذ سنوات على شن مئات الغارات داخل سوريا بهدف منع تراكم أسلحة متطورة قد تهدد أمنها في الشمال. وقد استهدفت تاريخياً مواقع مرتبطة بإيران وقواعد جوية سورية. غير أن سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024 غيّر المشهد، إذ وسّعت إسرائيل دائرة أهدافها لتشمل أي بناء عسكري جديد تعتبره خطراً، بصرف النظر عن الجهة الممولة أو المزودة.
التحركات التركية في سوريا الجديدة
تركيا، بوصفها عضواً في حلف شمال الأطلسي، سارعت إلى دعم السلطات السورية الجديدة بعد الإطاحة بالأسد، وتعمل على رسم ترتيبات أمنية على حدودها الجنوبية. تقارير إعلامية إسرائيلية وإقليمية تحدثت عن قيام فرق عسكرية تركية بعمليات تفتيش لعدد من المطارات السورية مثل قاعدة “تيفور” قرب حمص ومطار تدمر، وهو ما اعتبرته تل أبيب سبباً إضافياً لشن ضربات وقائية.
خطوط إسرائيل الحمراء
إسرائيل تصر على اعتبار أي مدارج جديدة أو مخازن أسلحة أو رادارات متقدمة داخل سوريا “خطوطاً حمراء”، مؤكدة أنها ستتعامل معها بالقوة حتى لو جاءت الإمدادات من أطراف غير إيرانية. ففي الربيع الماضي استهدفت غاراتها مطارات عسكرية عدة بينها مطار حماة وقاعدة تيفور، معلنة أنها تهدف إلى “إزالة القدرات العسكرية المتبقية” في تلك المواقع.
تجنب المواجهة المباشرة
رغم حدة الخطاب المتبادل، تحرص أنقرة وتل أبيب على تجنب الانزلاق إلى مواجهة مباشرة، خاصة في ظل اشتداد التوترات حول الحرب في غزة وتطورات ما بعد الأسد في سوريا. ومع ذلك، يبقى التباين في المواقف حاداً، حيث ترى تركيا أن الضربات الإسرائيلية تقوض الاستقرار الإقليمي، بينما تصر إسرائيل على أن أمنها القومي يبرر مواصلة الهجمات.

