في أول زيارة رسمية له إلى البلاد منذ توليه منصبه، يتوجه وزير الخارجية التركي هاكان فيدان يوم الأربعاء القادم إلى المملكة المتحدة.
وأفادت الأنباء أن فيدان سناقش مع نظيره البريطاني وزير الخارجية ديفيد لامي توسيع اتفاقيات التجارة الثنائية والتعاون في مجال الدفاع، إلى جانب مواضيع أخرى.
ومن المتوقع أن يشمل جدول الأعمال استعداد تركيا لإعادة التفاوض وتوسيع اتفاقية التجارة الحرة القائمة بين تركيا والمملكة المتحدة، بعد التوقيع عليها في ديسمبر 2020 عقب خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي.
وتُعتبر هذه الخطوة جزءاً من جهود تركيا لتعميق العلاقات الاقتصادية مع أحد أهم شركائها التجاريين، حيث بلغ حجم التجارة الحالي بين البلدين 19.5 مليار دولار في عام 2023، وأعربت الحكومتان عن نيتهما رفع هذا الرقم إلى 30 مليار دولار.
إضافةً إلى التجارة، من المتوقع أن يستكشف فيدان ولامي مجالات التعاون المشترك في صناعة الدفاع والطاقة والنقل.
كما يتطلع البلدان إلى تحديد مجالات جديدة للتعاون، حيث من المتوقع أن تكون مكافحة الإرهاب والأمن ضمن النقاط الرئيسية في المحادثات.
وكانت زيارة لامي إلى تركيا في مارس من هذا العام بصفته وزير الخارجية في الظل سلطت الضوء على إمكانية تعزيز العلاقات تحت الحكومة الحالية بقيادة حزب العمال.
ستشمل زيارة فيدان أيضًا التأكيد على موقف تركيا من تصاعد الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، حسبما أفاد موقع “ديلي” صباح المؤيد للحكومة.
ومن اللافت أن زيارة فيدان للمملكة تأتي في أعقاب الدعوة التاريخية التي وجهها زعيم حزب الحركة القومية المتطرف دولت بهجلي إلى زعيم حزب العمال الكردستاني المصنف إرهابيا عبد الله أوجلان المعتقل منذ سنوات في تركيا، داعيًا إياه إلى البرلمان ليطالب من منصته المليشيات الكردية بترك السلاح، الدعوة التي وترت الأجواء السياسية في البلاد.
وكان المحلل السياسي التركي لفنت كولتكين زعم في مقطع فيديو نشره عبر صفحته على يوتيوب أن “القوة” التي جعلت بهجلي يمد غصن الزيتون إلى أوجلان، رغم نهجه السياسي القائم على خطابات عنصرية معادية للأكراد، هي “المحور الأمريكي البريطاني الإسرائيلي”، على حد وصفه.
كما قال كولتكين إن المحور الأمريكي البريطاني الإسرائيلي يمارس الضغوط على الحكومة التركية بقيادة رجب طيب أردوغان وحليفه القومي دولت بهجلي لتعترف رسميا بالكيان الكردي الذي تشكل في شمال سوريا خلال العقد الأخير على غرار ما حدث في شمال العراق، في حين تطالب الحكومة التركية حلفائها الغربيين، في مقابل ذلك، بتصفية المليشيات الكردية المسلحة التابعة للعمال الكردستاني.
لكن كولتكين رجح أن حزب العمال الكردستاني، وإن تخلى عن السلاح لمدة معينة، إلا أنه ليس هناك أي ضمان لعدم عودته إلى العنف مرة أخرى في السنوات القادمة، مدعيا أن هذه الخطوات تأتي في إطار ما يعرف إعلاميا بـ”مشروع الشرق الأوسط”، الذي يسعى إلى إقامة “كردستان الكبرى” على أجزاء من الأراضي العراقية والسورية والإيرانية والتركية، بحسب رأيه.
يذكر أن فيدان تقاعد برغبته من الجيش في عام 2001 بعد الخدمة فيه طيلة 15 عاما، ليتم تعيينه في السفارة التركية لدى أستراليا كخبير في الشؤون الاقتصادية والأمنية، وكان طور هناك علاقات جيدة مع بريطانيا.
وحصل فيدان على درجة البكالوريوس من جامعة ميريلاند الأمريكية للعلوم السياسية والإدارة، وعلى درجة الماجستير من جامعة بيلكنت التركية في فرع العلاقات الدولية، برسالة تخرج تحت عنوان “مقارنة بين نظام الاستخبارات التركي والأمريكي والبريطاني”، وأشار فيدان في ورقته البحثية إلى حاجة تركيا لشبكة استخبارات قوية في الخارج، ومن ثم حصل على درجة الدكتوراه ببحث حمل عنوان “الدبلوماسية في عصر المعلومات: استخدام تكنولوجيا المعلومات في التحقق”.