نظم ناشطون في اليابان احتجاجًا أمام السفارة التركية في العاصمة طوكيو، مطالبين بوقف تدفق النفط الأذربيجاني إلى إسرائيل عبر خط جيهان.
تأتي العملية الاحتجاجية في اليابان في الوقت الذي نفى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس مرة أخرى الاتهامات باستمرار التجارة مع إسرائيل، مؤكدًا أن بلاده قد أوقفت التجارة مع إسرائيل تمامًا بسبب “جرائم الحرب” التي ترتكبها إسرائيل في غزة.
وأعرب أردوغان عن استيائه من هذه الادعاءات التي جاءت وسط احتجاجات متزايدة في داخل تركيا وخارجها ضد ما اعتبرها المشاركون فيها “نفاقًا” في موقف تركيا من الصراع في غزة.
وكانت الحكومة التركية، المعروفة بانتقاداتها اللاذعة تجاه إسرائيل، قد تعرضت لانتقادات شديدة بسبب السماح بتدفق النفط الأذربيجاني إلى إسرائيل عبر ميناء جيهان، رغم الحظر المعلن في مايو 2024. ومع تصاعد الانتقادات، نفى الرئيس أردوغان الاتهامات، فيما أصدرت وزارة الطاقة التركية بيانًا ينكر بشكل قاطع وصول شحنات نفط إلى إسرائيل من ميناء جيهان.
إلا أن الصحفي الاستقصائي متين جيهان قال إن البيان لم ينفِ احتمال وجود تدفقات نفطية إلى إسرائيل من موانئ تركية أخرى، مثل ألياغا وإزميت، مما اعتبره مراقبون مثيرًا للشكوك حول صدق الحكومة. وذكر جيهان أن شركات النفط الأذربيجانية، بما في ذلك شركة “سوكار” الحكومية، قد تستخدم موانئ أخرى لنقل النفط إلى إسرائيل.
وفي السياق ذاته، دعت الناشطة المناخية غريتا تونبرغ المجتمع الدولي للتحرك ضد التدفقات النفطية التركية والأذربيجانية إلى إسرائيل، مشيرة إلى ما وصفته بتواطؤ تركيا وأذربيجان في “الإبادة الجماعية” بغزة، وداعية إلى تنظيم احتجاجات أمام السفارات التركية والأذربيجانية حول العالم.
وردًا على هذه التطورات، أكد أردوغان أن تركيا تتخذ “أقوى الإجراءات” ضد إسرائيل، بما في ذلك تعليق كافة العلاقات التجارية، موضحًا أن بلاده تقود الجهود الأممية لوقف شحنات الأسلحة إلى إسرائيل، ومؤكدًا أن موقف بلاده الإنساني تجاه غزة قد حاز على اعتراف دولي.
يُذكر أن الحكومة التركية قد تعرضت لانتقادات محلية ودولية بسبب منع مغادرة سفن مساعدات إنسانية لغزة في الأشهر الأخيرة، ما أثار تساؤلات حول صدق التزام أنقرة بدعم القضية الفلسطينية. ورغم إعلان تركيا عن حظر التجارة المباشرة مع إسرائيل، فإن بعض الشركات التركية قد اتُهمت بتمرير صادراتها إلى إسرائيل عبر الأراضي الفلسطينية، مستفيدةً من ثغرات في الرقابة الجمركية.
وأكد أردوغان التزام حكومته الثابت بالقضية الفلسطينية، نافيًا جميع الاتهامات ووصفها بأنها “أوسخ جوانب السياسة”، وأنها محاولات لتشويه صورة تركيا.