اعتمد مجلس النواب في لوكسمبورغ قراراً يدين إقالة رؤساء البلديات المعارضين في تركيا، واصفاً هذه الخطوات بأنها تهديد خطير للمبادئ الديمقراطية، وفقاً لما ذكره مركز ستوكهولم السويدي للحرية.
جاء القرار خلال جلسة برلمانية تناولت السياسة الخارجية، حيث انتقد ما وصفه بالضغط المتزايد على القوى المعارضة في تركيا، داعيا حكومة لوكسمبورغ إلى بدء حوار مع السلطات التركية، مشدداً على ضرورة الالتزام بالمعايير الديمقراطية واحترام الحريات المدنية.
وجاءت هذه الخطوة عقب تصريحات أدلى بها نائب رئيس الوزراء ووزير خارجية لوكسمبورغ، كزافييه بيتيل، أعرب فيها عن قلقه بشأن حقوق الإنسان والتراجع الديمقراطي في تركيا ودول أخرى.
وأعرب المجلس عن قلقه البالغ إزاء قيام الحكومة التركية بإقالة رؤساء بلديات منتخبين من المعارضة، واصفاً هذه الخطوات بأنها تقوض العملية الانتخابية وتهدد أسس الديمقراطية، مطالبًا بتعزيز الجهود الدبلوماسية لتأكيد أهمية الحفاظ على الحكم الديمقراطي في تركيا.
وأكد نواب لوكسمبورغ التزامهم بدعم المبادرات التي تعزز القيم الديمقراطية على الصعيد العالمي، مشددين على ضرورة المساءلة والشفافية في الدول التي تتعرض فيها هذه المبادئ للتهديد.
وخلال الأسابيع الأخيرة، أقالت السلطات التركية أربعة رؤساء بلديات منتخبين، زاعمة ارتباطهم بحزب العمال الكردستاني المحظور. وشمل ذلك أحمد ترك من بلدية ماردين، وجليستان سونوق من بلدية باتمان، ومحمد قرايلان من بلدية حلفتي، وجميعهم أعضاء في حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب المؤيد للأكراد، بالإضافة إلى أحمد أوزر من منطقة أسنيورت بإسطنبول والتابع لحزب الشعب الجمهوري.
يُذكر أن حزب العمال الكردستاني يشن تمرداً ضد الدولة التركية منذ عام 1984، أسفر عن مقتل الآلاف، ويُعتبر منظمة إرهابية من قبل تركيا والعديد من الحلفاء الغربيين.
وأقيل العشرات من رؤساء البلديات المؤيدين للأكراد من أحزاب سابقة على خلفية اتهامات مماثلة في السنوات الماضية.
ورغم أن السلطات التركية تتهم المعارضين بالصلة بحزب العمال الكردستاني وبالتالي بالإرهاب، إلا أن زعيم حزب الوطن ذي التوجه القومي العلماني دوغو برينجك الذي يعد حليف أردوغان من خارج الحكومة، قال: “أقول بكل صراحة: إن المخابرات التركية من أسست حزب العمال الكردستاني، وعينت عبد الله أوجلان لقيادته، في إطار نظرية الحشرات التي تأكل الحشرات، للقضاء على المنظمات الثورية في جنوب شرق تركيا، باستخدام السلاح والعنف”، على حد تعبيره.