أعلنت شركة الدفاع التركية Repkon عن توقيع اتفاقية مع شركة Wah Industries Limited (WIL) الباكستانية لإنشاء منشأة متخصصة لإنتاج أجسام قذائف المدفعية عيار 155 ملم في باكستان.
يأتي هذا المشروع بهدف تعزيز القدرات المحلية لقطاع التصنيع الدفاعي في باكستان، بطاقة إنتاج سنوية تبلغ 120,000 قذيفة.
تُعتبر هذه الخطوة جزءًا من استراتيجية Repkon لتوسيع نطاق عملياتها الدولية في مجال تقنيات تشكيل المعادن وإنتاج الذخائر المتقدمة. كما يعكس المشروع الشراكة المتنامية بين تركيا وباكستان في مجال الصناعات الدفاعية، بما يعزز استقلالية البلدين في تأمين احتياجاتهما الدفاعية.
وقّعت شركة الدفاع التركية Repkon يوم الخميس اتفاقية مع شركة (WIL) الباكستانية لتطوير خط إنتاج وتعبئة لأجسام قذائف المدفعية عيار 155 ملم، بطاقة إنتاج سنوية تبلغ 120,000 وحدة، وفقًا لوكالة الأناضول التركية الرسمية.
تُعتبر شركة ربكون التركية من اللاعبين الرئيسيين في تقنيات تشكيل المعادن، وقد رسّخت سمعتها كمساهم كبير في الصناعة الدفاعية العالمية. وتتميز الشركة بأنظمتها الهندسية الدقيقة المتقدمة التي تخدم قطاعات الدفاع والطيران والفضاء، مع شراكات استراتيجية في الولايات المتحدة وأوروبا، مما يعزز نفوذها في إنتاج الذخائر الدولية.
أما (WIL) الباكستانية، التي تعمل تحت إشراف مصانع الأسلحة الباكستانية (Pakistan Ordnance Factories)، فهي تُزوّد القوات المسلحة الباكستانية والأسواق الدولية بمختلف الأسلحة والذخائر. ومن المتوقع أن تعزز الشراكة مع ربكون القدرات التصنيعية المحلية للدفاع الباكستاني.
وفي سياق منفصل، تعمل شركة ربكون من خلال فرعها الأمريكي Repkon USA على إنشاء خطوط إنتاج لقذائف المدفعية عيار 155 ملم في ولاية تكساس. وقد تم توقيع عقد المشروع في أكتوبر 2024، ومن المتوقع أن تمثل هذه الخطوط 30% من إجمالي إنتاج القذائف عيار 155 ملم في الولايات المتحدة بحلول عام 2025. ويقع المصنع في مدينة ميسكيت بولاية تكساس، ويهدف إلى إنتاج 30,000 قذيفة شهريًا كجزء من جهود وزارة الدفاع الأمريكية لمواجهة الطلب المتزايد على الذخائر، خاصة بسبب الحرب الروسية الأوكرانية.
علاوة على ذلك، حصلت ربكون على عقد بقيمة 435 مليون دولار لتصميم وإنشاء مصنع لإنتاج مادة تي إن تي (TNT) المتفجرة في ولاية كنتاكي، والذي سيكون أول منشأة إنتاج محلية لـ تي إن تي في الولايات المتحدة منذ عام 1986. ويتماشى هذا التطور مع أهداف الولايات المتحدة لتعزيز قدراتها الإنتاجية المحلية وتقليل الاعتماد على الموردين الأجانب في المواد العسكرية الحيوية.
كما دخلت شركة ربكون التركية في شراكة استراتيجية مع مجموعة Bowas الفرنسية، الرائدة في تصميم وتخطيط وإنشاء المنشآت الصناعية، خاصة في قطاع المتفجرات المدنية والبارود العسكري والتخلص من الذخائر. تُعزّز هذه الشراكة قدرة ربكون على تلبية الطلب العالمي المتزايد على ذخائر المدفعية.
لقد أبرزت الحرب الروسية الأوكرانية الأهمية العالمية لقذائف المدفعية عيار 155 ملم، حيث اعتمد الجانبان بشكل كبير على المدفعية، وتم استهلاك ملايين القذائف. وتهدف الولايات المتحدة إلى زيادة إنتاجها الشهري من هذه القذائف إلى 100,000 قذيفة بحلول عام 2025، بينما يسعى الاتحاد الأوروبي إلى إنتاج مليون قذيفة سنويًا بحلول نهاية عام 2024.
وفي سياق متصل، ربط المحلل في الصناعات الدفاعية والضابط البحري السابق فاتح يورتسيفر (وهو اسم مستعار له لأسباب أمنية) هذه التطورات بالتحولات في ديناميكيات التعاون الدفاعي العالمي. وأشار إلى الطبيعة الاستراتيجية لاتفاقية Repkon-WIL وإمكانية ارتباطها بدور باكستان في تزويد أوكرانيا بالذخائر خلال الصراع الجاري.
وقال يورتسيفر في تصريح لـTurkish Minute: “في عام 2022، وقّعت باكستان عقدًا بقيمة 364 مليون دولار مع شركتي Global Military وNorthrop Grumman الأمريكيتين لتزويد أوكرانيا بالذخائر. وتم نقل الأسلحة بواسطة طائرات شحن بريطانية، أولاً إلى قواعد بريطانية في جنوب قبرص، ثم إلى أوكرانيا. وبالنظر إلى سياسة تركيا المتوازنة في الحرب الروسية الأوكرانية، قد تخطط لتصدير قذائف المدفعية عيار 155 ملم إلى أوكرانيا عبر باكستان. وأعتقد أن هذا الاعتبار كان له تأثير على الاتفاقية الموقعة بين ربكون وWIL”.