كشف تقرير جديد صادر عن حملة “أوقفوا تمويل الإبادة الجماعية”، المدعومة من منظمة “التقدمية الدولية”، عن قيام تركيا بإرسال 10 شحنات من النفط الخام إلى إسرائيل خلال العام الماضي، ثمانٍ منها تمت رغم الحظر الذي أعلنت عنه أنقرة في مايو، وفقًا لما نقلته صحيفة “غازيت دووار” التركية.
تفاصيل التقرير
التقرير، الذي يُعد الثاني من نوعه الصادر عن المجموعة، استخدم بيانات الأقمار الصناعية وحركة السفن لتتبع ناقلات النفط التي انطلقت من ميناء جيهان التركي باتجاه إسرائيل. وأثبتت الأدلة استمرار شحنات النفط الخام من تركيا إلى إسرائيل رغم قرار الحظر التجاري.
في التقرير الأول، أكد الباحثون أن ناقلة النفط “سي فيغور” حمّلت النفط الأذربيجاني من ميناء جيهان في 28 أكتوبر. وفي 30 أكتوبر، أغلقت الناقلة إشارات التتبع الخاصة بها في شرق البحر المتوسط، لتعود إلى الظهور بالقرب من جزيرة صقلية بعد أسبوع، بعدما أفادت التقارير بأنها أفرغت حمولتها. لاحقًا، أظهرت صور الأقمار الصناعية رسو الناقلة في محطة شركة خطوط أنابيب أوروبا وآسيا (EAPC) بالقرب من مدينة عسقلان الإسرائيلية في 5 نوفمبر.
دور ميناء جيهان وخط أنابيب جيهان
يُعد ميناء جيهان المحطة النهائية لخط أنابيب باكو-تبليسي-جيهان (BTC) الذي ينقل النفط الخام من أذربيجان. وتشير التقارير إلى أن النفط الأذربيجاني يشكل حوالي 30% من واردات إسرائيل من النفط الخام. كما أظهرت البيانات أن صادرات النفط الأذربيجاني إلى إسرائيل قد تضاعفت أربع مرات هذا العام، حيث ارتفعت من 523,554 طنًا في يناير إلى 2,372,248 طنًا في سبتمبر.
استمرار الشحنات رغم الحظر
في التقرير الثاني، حدد الباحثون قيام ناقلة النفط “كيمولوس” بـ10 رحلات بين ميناء جيهان ومحطة EAPC منذ ديسمبر 2023، ثمانٍ منها تمت بعد إعلان الحظر التركي. وأشار التقرير إلى أن الناقلة، مثل غيرها من السفن التي تتاجر مع إسرائيل، كانت تُغلق إشارات التتبع في وسط البحر المتوسط لعدة أيام لإخفاء حركة التجارة بين تركيا وإسرائيل.
واستنتج الباحثون من الأدلة المتاحة أن ناقلة “كيمولوس” قامت بشحن النفط الأذربيجاني من تركيا إلى إسرائيل بشكل منتظم طوال العام الماضي، وهو ما يتناقض مع تصريحات وزير الطاقة التركي، الذي نفى وجود أي شحنات نفط لإسرائيل منذ بدء الحظر.
انتقادات وتحذيرات
تواجه الشحنات المستمرة انتقادات واسعة من نشطاء حقوق الإنسان، الذين يرون أن النفط الخام المستخرج من خط أنابيب باقو – جيهان يُكرَّر ويُستخدم لتشغيل المعدات العسكرية الإسرائيلية. وطالبت مجموعات حقوقية تركيا بتنفيذ الحظر المعلن ومواءمة سياساتها مع دعمها المعلن لفلسطين.
وحذر خبراء من أنه في حال قرار محكمة العدل الدولية بأن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة، فإن الجهات المتورطة في توريد الوقود قد تُعتبر شريكة في الفشل بمنع هذه الجريمة.
احتجاجات واعتقالات
وفي سياق متصل، اعتقلت السلطات التركية تسعة نشطاء في 29 نوفمبر بعدما قاطعوا خطاب الرئيس رجب طيب أردوغان خلال منتدى تي آر تي العالمي في إسطنبول، متهمين إياه بالنفاق بسبب الشحنات النفطية المستمرة إلى إسرائيل رغم الموقف التركي العلني ضد العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة. أفرجت السلطات عن النشطاء في 6 ديسمبر بعد تقديم محاميهم استئنافًا ضد قرار الاعتقال، لكن المعتقلين، بينهم سيدات، أعلنوا أنهم تعرضوا لعديد من انتهاكات حقوق الإنسان خلال الاحتجاز بما فيها الإهانة والتفتيش العاري.
ردود فعل حقوقية
أثارت الاعتقالات غضب مجموعات حقوق الإنسان والنشطاء، الذين انتقدوا الحكومة التركية لقمعها الأصوات المعارضة، بينما تستمر في تجارة تتناقض مع خطابها الداعم للقضية الفلسطينية.