أعلن حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب المؤيد للأكراد، يوم الخميس، أن عبد الله أوجلان، زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون، مستمر في الانخراط في المحادثات الجارية المتعلقة بالسلام، إلا أنه لن يصدر أي تصريح رسمي في الوقت الحالي.
جاء ذلك عقب اجتماع ثانٍ عقده وفد من الحزب الكردي مع أوجلان في معتقله بجزيرة إمرالي جنوب إسطنبول في إطار مفاوضات تستهدف تطوير حل مناسب للقضية الكردية في تركيا.
وشارك في الاجتماع الذي استمر أربع ساعات يوم الأربعاء، وفد من الحزب الكردي، ضم النائبين سرّي ثريّا أوندر وبيرفين بولدان، حيث أطلع الوفد أوجلان على آخر التطورات السياسية، بما في ذلك المناقشات التي أجريت مع مسؤولين من الحكومة التركية وأحزاب المعارضة.
وأكد الحزب في بيان مكتوب أن أوجلان لا يزال يشارك بشكل فعال في العملية، لكنه يحتاج إلى المزيد من الوقت قبل توجيه كلمة إلى الرأي العام.
وقال الحزب في بيانه: “السيد أوجلان يعمل بجد على هذه العملية. وبمجرد اكتمال التحضيرات اللازمة، سيتم إصدار التصريحات المناسبة للرأي العام.”
جهود سياسية مستمرة وتفاعل مجتمعي
أكدت قيادة الحزب الكردي أنها ستواصل جهودها السياسية واتصالاتها مع مختلف الأطراف، مشيرة إلى التزامها بإبقاء الجمهور على اطلاع بشأن أي تطورات هامة.
كما دعا الحزب جميع فئات المجتمع للمساهمة الإيجابية في هذه الجهود لتحقيق السلام المشترك، مشدداً على أن “العملية تهدف إلى ضمان حرية العيش المشترك للجميع.”
خلفية المحادثات وأهميتها
الاجتماع الأخير يأتي وسط تكهنات متزايدة حول إمكانية أن يصدر أوجلان دعوة تاريخية لحزب العمال الكردستاني للتخلي عن السلاح، بعد الزيارة الأولى التي جرت في 28 ديسمبر الماضي في أول اتصال سياسي معروف لأوجلان منذ ما يقارب تسع سنوات.
في أعقاب تلك الزيارة، أجرى وفد الحزب الكردي جولة سياسية واسعة، شملت لقاءات مع حزب العدالة والتنمية، وحزب الحركة القومية، وحزب الشعب الجمهوري، إلى جانب أحزاب معارضة أخرى. كما التقى الوفد برؤساء سابقين للحزب الكردي المعتقلين، مثل صلاح الدين دميرطاش وفيغن يوكسكداغ.
جدير بالذكر أن السياسي الكردي المخضرم أحمد ترك، الذي شارك في الزيارة الأولى، لم يكن ضمن الوفد المشارك في الاجتماع الثاني.
تكهنات حول إعلان مرتقب في 15 فبراير
تشير تقارير إعلامية إلى احتمال أن يصدر أوجلان إعلاناً هاماً في 15 فبراير، الذي يصادف الذكرى السادسة والعشرين لاعتقاله من قبل الاستخبارات التركية. ووفقاً لمصادر إعلامية تركية، قد يدعو أوجلان إلى حل حزب العمال الكردستاني أو الانسحاب الكامل لعناصره المسلحة من تركيا.
ورغم عدم وجود تأكيد رسمي من الحكومة التركية، أثارت هذه التقارير جدلاً سياسياً في أنقرة، خصوصاً بعد تصريحات غير متوقعة من زعيم حزب الحركة القومية دولت بهجلي، الحليف الرئيسي للرئيس رجب طيب أردوغان. حيث دعا بهجلي إلى السماح لأوجلان بالتحدث أمام الكتلة البرلمانية للحزب الكردي ودعوة حزب العمال الكردستاني إلى التفكك.
في المقابل، لم يؤكد الحزب الكردي صراحة ما إذا كان أوجلان ينوي توجيه مثل هذه الدعوة، لكنه أشار سابقاً إلى أن أوجلان مستعد لاتخاذ “خطوة إيجابية” عندما يحين الوقت المناسب.