أعلنت الرئاسة التركية أنّ الرئيس رجب طيب أردوغان أبلغ نظيره الروسي فلاديمير بوتين، خلال اتصال هاتفي الأربعاء، أنّ أنقرة تدعم مساراً للسلام في أوكرانيا يضمن مشاركة “جميع الأطراف”.
وأكد أردوغان أنّ تركيا “سعت منذ بداية الحرب إلى سلام عادل”، مشدداً على أنّ بلاده تؤيد أي مبادرات من شأنها إرساء “سلام دائم يشارك فيه الجميع“.
موقف تركي متوازن بين موسكو وكييف
تركيا، التي تحتفظ بعلاقات متوازنة مع كلٍّ من روسيا وأوكرانيا، لعبت دوراً محورياً في استضافة ثلاث جولات تفاوضية منذ مايو الماضي. ورغم دعمها المتكرر لوحدة الأراضي الأوكرانية، امتنعت أنقرة عن الانضمام إلى العقوبات الغربية المفروضة على موسكو، في مسعى للحفاظ على موقع الوسيط.
تكثيف التحركات الدبلوماسية الدولية
الاتصال بين أردوغان وبوتين جاء في سياق زخم دبلوماسي متصاعد حول الحرب الأوكرانية. ففي واشنطن، اجتمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقادة أوروبيين مطلع الأسبوع، بعد أيام قليلة من لقائه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا. هذه اللقاءات عكست تنسيقاً غربياً متسارعاً بشأن مستقبل الحرب ومسارات التهدئة.
تنسيق تركي – أطلسي
بالتوازي، أجرى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي يان روتّه اتصالاً مع أردوغان خلال عودته من واشنطن. ووفق بيان الرئاسة التركية، بحث الجانبان “الدور المحوري لتركيا كإحدى أهم دول الناتو في جهود السلام”، واتفقا على مواصلة التنسيق الوثيق بشأن المرحلة المقبلة. كما تبادل الطرفان وجهات نظر حول الضمانات الأمنية المحتملة، من دون كشف تفاصيل إضافية.
قراءة تحليلية
تسعى أنقرة إلى ترسيخ موقعها كوسيط رئيسي في الأزمة الأوكرانية، من خلال إبراز استقلالية قرارها عن السياسات الغربية مع الحفاظ على التزاماتها الأطلسية. هذا التوازن يمنحها مساحة للمناورة السياسية ويضعها في قلب المشهد الدبلوماسي، في وقت تتقاطع فيه المصالح الروسية والغربية على الأراضي الأوكرانية.

