في رسالة بمناسبة العام الجديد، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى “الصبر والتفاهم” من الشعب، مشددًا على التزامه بجعل “قرن تركيا” قرنًا للتآخي والسلام، مع تأكيده الاستعداد لاتخاذ تدابير حاسمة، بما في ذلك “استخدام القبضة الحديدية” لتحقيق الأمن والاستقرار عند الضرورة.
تقييم العام المنصرم ورؤية للمستقبل
في رسالة مصورة نُشرت بمناسبة العام الجديد، أشار أردوغان إلى أن عام 2024 كان مليئًا بالأحداث الحرجة على الصعيدين المحلي والإقليمي، مع التركيز على أهمية تعزيز “الجبهة الداخلية” لتحقيق أهداف البلاد المستقبلية.
وقال أردوغان: “نحن مصممون على جعل قرن تركيا قرنًا للتآخي. خلال الفترة المقبلة، سنتخذ خطوات حازمة لتحويل رؤيتنا لتركيا خالية من الإرهاب، ومنطقة خالية من الإرهاب، إلى واقع ملموس. نبذل كل جهد لضمان سير هذه المرحلة بروح من التفاهم وحسن النية. ولكن، إذا اقتضت الضرورة، لن نتردد في استخدام القبضة الحديدية، خلف القفاز المخملي لدولتنا.”
كما أضاف أن عام 2025 سيشهد تقديم “بشائر جديدة” للشعب التركي في إطار هذا النهج، معبرًا عن أمله في أن تكون هذه البشائر نقطة تحول على الصعيد الوطني.
السلام المستدام في سوريا: هدف أساسي
تطرق أردوغان إلى التطورات الأخيرة في سوريا، معتبرًا أن الأسابيع الأخيرة من عام 2024 شكلت “شرارة لمرحلة جديدة” في العلاقات مع سوريا، التي تتمتع بروابط تاريخية وإنسانية وجوار عميقة.
وقال أردوغان: “سنقدم كل الدعم اللازم لضمان أن يفتح هذا العصر الجديد الباب أمام السلام والاستقرار والازدهار الاقتصادي الدائم في سوريا. كلما ترسخ الاستقرار في سوريا، أعتقد أن عودة السوريين الذين نزحوا منذ 13 عامًا إلى وطنهم طواعية ستصبح أسهل.”
كما أثنى أردوغان على الشعب التركي لاحتضانه اللاجئين السوريين، قائلاً: “أشكر الله على المواطنين الأتراك الذين أظهروا أجمل صور الإنسانية والضيافة خلال هذه الأزمة.”
السياسات الاقتصادية: مواجهة التضخم واستعادة القوة الشرائية
تناول أردوغان أيضًا قضية التضخم، مشيرًا إلى أن انخفاض معدلاته في الأشهر الأخيرة من عام 2024 يعزز الثقة في تحقيق أهداف عام 2025.
وأوضح: “سنواصل التركيز على السياسات التي تعوض خسائر رفاهية المواطنين وتعزز قدرتهم الشرائية. سنكافح بحزم ضد الجشع التجاري، خاصة في مجالات الإسكان والإيجارات والمواد الغذائية، حيث يحاول البعض استغلال الظروف الاقتصادية لزيادة الأسعار بشكل غير مبرر.”
كما دعا المواطنين إلى رفض الخطابات الشعبوية التي كلفت البلاد كثيرًا في الماضي، قائلاً: “على مدى 22 عامًا، عالجنا جميع قضايا البلاد والشعب، وسنتغلب أيضًا على الصعوبات الاقتصادية المؤقتة. نحن على الطريق الصحيح، وبإذن الله سنصل إلى أهدافنا. نطلب منكم فقط مزيدًا من الصبر والثبات والتفاهم.”