صرح بولنت أرينتش، رئيس البرلمان التركي السابق ونائب رئيس الوزراء وعضو مؤسس في حزب العدالة والتنمية الحاكم، بأن إسرائيل هي المستفيد الأكبر من تغيير النظام في سوريا، داعيًا تركيا إلى لعب دور حاسم في تشكيل المشهد السياسي المستقبلي لهذا البلد.
تصريحات أرينتش الذي سبق أن عمل مستشارا لأردوغان أيضًا، جاءت خلال برنامج بثته قناة “إيكول تي في” نهاية الأسبوع، حيث تناول سياسات إسرائيل في سوريا بعد الإطاحة بالرئيس بشار الأسد من قبل فصائل إسلامية مسلحة في 8 ديسمبر، بالإضافة إلى السياسة التركية تجاه سوريا.
تصريحات أرينتش
قال أرينتش: “المستفيد الأكبر مما حدث في سوريا هو إسرائيل. لقد أضعفت إيران، ودمّرت غزة، والآن تدمر سوريا”، مشيرًا إلى التراجع في النفوذ الإقليمي لقوى مثل روسيا وإيران.
وأضاف: “ما يحدث في سوريا كان دائمًا مصدر قلق لنا في الماضي وما زال كذلك اليوم”، مؤكداً على ضرورة أن تكون تركيا حاضرة بقوة في المشهد، وأن تأخذ زمام المبادرة في صياغة الهيكل الجديد في سوريا.
اتهم أرينتش إسرائيل بتوسيع نفوذها الإقليمي إلى حدود قريبة من تركيا، داعيًا إلى اتباع نهج أكثر فاعلية يتجاوز مجرد “الصلاة وحسن النوايا”.
آراء متباينة حول المستفيدين من تغيير النظام
على النقيض من تصريحات أرينتش، يرى بعض الخبراء السياسيين أن تركيا، التي دعمت الجماعات المسلحة المعارضة للنظام السوري منذ بداية الحرب الأهلية في عام 2011، هي المستفيد الاستراتيجي الأكبر من الإطاحة بنظام الأسد. ويعتبر هؤلاء الخبراء روسيا وإيران من أكبر الخاسرين، حيث كانت موسكو الحليف الأكثر أهمية لنظام الأسد، بينما قدمت طهران دعمًا واسعًا عبر قواتها شبه العسكرية.
دعوة لتوظيف الخبرات
أكد أرينتش على أهمية الاعتماد على خبراء يمتلكون فهمًا عميقًا للتعقيدات الديموغرافية والثقافية في سوريا، مشيرا إلى أحمد داود أوغلو، وزير الخارجية التركي السابق والشخصية البارزة في حزب العدالة والتنمية سابقًا، والذي يقود الآن حزب المستقبل المعارض، كأحد الأفراد ذوي المعرفة العميقة في هذا المجال.
وقال: “نحتاج الآن إلى شخصيات تفهم سوريا بشكل شامل، ليس فقط في المجال السياسي، بل أيضًا في الأبعاد الثقافية التقليدية والاستراتيجيات التي يمكن أن تؤدي إلى إعادة هيكلة ناجحة للمنطقة”.
تركيا ومستقبل سوريا
تزامنت تصريحات أرينتش مع إعلان تركيا يوم الأحد عن استعدادها لتقديم دعم عسكري للحكومة الجديدة في سوريا، التي شكلتها الفصائل الإسلامية المسلحة التي أطاحت بالأسد، في حال طلبت ذلك.
وقال وزير الدفاع التركي، يشار غولر: “من الضروري أن نرى ما ستفعله الإدارة الجديدة. نعتقد أنه من الضروري منحهم فرصة”، في إشارة إلى تحالف هيئة تحرير الشام، الذي يُعد امتدادًا لتنظيم القاعدة في سوريا، ويصنّف كمنظمة إرهابية من قبل العديد من الحكومات الغربية.
توجهات الحكومة الجديدة
تسعى هيئة تحرير الشام إلى تقديم صورة أكثر اعتدالًا، حيث تعهدت الحكومة الانتقالية التي شكلتها باحترام حقوق جميع السوريين والالتزام بسيادة القانون. وأكدت الحكومة الجديدة التزامها بـ”احترام جميع المؤسسات الحكومية ومنظمات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى”، كما وعدت بالإبلاغ عن أي أدلة على استخدام الأسلحة الكيميائية إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.