بعد إعلان حزب العمال الكردستاني (PKK) عن حلّ نفسه ووقف الكفاح المسلح، بدأت الأوساط السياسية التركية تتفاعل مع احتمالات إعادة تشكيل التوازنات الداخلية، خصوصًا في ما يتعلّق بموقع حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب المؤيد للأكراد.
وفي هذا السياق، أطلق القيادي السابق في حزب العدالة والتنمية (AKP) والنائب السابق شامل طيار تصريحات صادمة، تحدث فيها عن احتمال انضمام الحزب الكردي إلى تحالف الجمهور الحاكم الذي يقوده الرئيس رجب طيب أردوغان، ويضم حالياً حزبي الحركة القومية (MHP) والاتحاد الكبير (BBP).
تغير محتمل في المعادلة: من خصم إلى حليف؟
بحسب طيار، فإن نجاح “عملية الحل الجديدة” وتصفية تنظيم العمال الكردستاني بشكل كامل، يمكن أن يؤدي إلى تغيير شامل في المشهد السياسي التركي. وفي حال تحقق الاستقرار الأمني، يرى أن حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب سيتحرر من وصاية قنديل (قيادة العمال الكردستاني في شمال العراق)، ويتحول إلى حزب تدار قراراته بشكل غير مباشر من قبل عبد الله أوجلان، زعيم الحزب المعتقل، رغم أنه “لن يكون فاعلًا سياسيًا علنيًا”.
تحوّل في تموضع الحزب الكردي وخروج من العباءة اليسارية
يشير طيار إلى أن تحوّل الحزب الكردي إلى حزب “أقرب لإيمرالي منه إلى قنديل”، سيؤدي تلقائيًا إلى انفصاله عن قوى اليسار التركي، والتي شكّلت معه تحالفات مؤقتة في الانتخابات السابقة. ويعتقد أن هناك توّجها داخل اليسار لتأسيس جبهة جديدة بقيادة حزب العمال التركي (TİP)، بعيدًا عن حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب الذي لم يعد يصلح — في هذا السيناريو — للعب دور المعارضة.
فرص اندماج الحزب الكردي في تحالف الجمهور
يرجّح طيار أن يصبح حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب، في حال نجاح هذه التسوية التاريخية، الركيزة الرابعة لتحالف الجمهور، جنبًا إلى جنب مع حزب العدالة والتنمية، وحزب الحركة القومية، وحزب الاتحاد الكبير. ومع أن هذا السيناريو يُعد راديكاليًا وغير تقليدي، فإنه — بحسب طيار — غير مرتبط بتعديلات دستورية أو تمديد عهدة أردوغان، بل قد ينبثق كنتيجة لاحقة لاتفاق سياسي شامل.
انعكاسات ذلك على المعارضة
يلفت طيار إلى أن هذا التغيير سيترك تأثيرًا كارثيًا على حزب الشعب الجمهوري (CHP)، الذي اعتمد في انتصاراته المحلية السابقة على دعم الحزب الكردي، وخاصة في البلديات الكبرى. ومن دون هذا الحليف الكردي، تصبح فرص حزب الشعب الجمهوري في تجاوز عتبة 50% شبه معدومة، مما سيدفعه للبحث عن شراكات بديلة، وهي مهمة صعبة.
تشكل جبهة قومية جديدة؟
يرى طيار أن جبهة قومية جديدة بدأت تتبلور بالفعل، وقد تشمل حزب الخير (İYİ) حزب الظفر أو النصر، وربما حزب الرفاه الجديد (Yeniden Refah)
ما قد يؤدي إلى قيام تحالف يميني-محافظ موازٍ لتحالف الجمهور أو منافس له في انتخابات قادمة.

