في خطوة لافتة تعكس تحوّلاً في السياسة الإقليمية، أعلن وزير النقل والبنية التحتية التركي عبد القادر أورال أوغلو أن بلاده ستقدم دعماً في مجال الإنترنت لسوريا، كما ستعطي الأولوية لإعادة تأهيل خطوط السكك الحديدية الحيوية بين البلدين. جاء هذا الإعلان خلال زيارة رسمية أجراها الوزير إلى العاصمة السورية دمشق يوم الأربعاء.
لقاءات موسعة بين الجانبين
رافق أورال أوغلو وفد رسمي تركي واستقبل في مطار دمشق الدولي من قِبل نظيره السوري يعرُب سليمان بدر. وقد عقد الوزير التركي سلسلة اجتماعات ثنائية وموسعة، بدأت بلقاء وزير الاتصالات والتقانة السوري عبد السلام هيكل، ثم لقاءات ثنائية ومتعددة الأطراف مع وزير النقل السوري.
دعم الإنترنت السوري من تركيا
وفي تصريحات للصحفيين عقب الاجتماعات، أوضح أورال أوغلو أن العمل جارٍ لتأمين وصول خدمات الإنترنت من الأراضي التركية إلى سوريا، بالتنسيق مع الوزارات المعنية في كلا البلدين.
مشروع لإحياء خطوط السكك الحديدية
أشار الوزير التركي إلى أن أنقرة تولي أهمية كبرى لإعادة إعمار شبكة السكك الحديدية السورية المتضررة، وخصوصاً الخط الرابط بين منطقة تشوبان باي التركية ومدينة حلب، بهدف إنشاء محور نقل يصل تركيا بالعاصمة السورية دمشق، مع إمكانية تمديده مستقبلاً إلى أوروبا.
كما أعلن الوزير عن خطط لتوسعة محطة سكة حديد الحجاز التاريخية، وإصلاح المقاطع المتضررة من المسار السككي.
بوابات حدودية مشتركة وخطط جديدة للتنقل
وكشف أورال أوغلو أن المباحثات شملت أيضاً تفعيل جميع المعابر الحدودية القائمة بين البلدين، والتي يبلغ عددها خمس نقاط تشغيلية على طول الحدود المشتركة التي تمتد على نحو 900 كيلومتر، إلى جانب بحث إنشاء نقطة عبور موحدة مشتركة قريباً.
توسعة الرحلات الجوية بين البلدين
وفيما يخص النقل الجوي، أفاد الوزير التركي بأن الرحلات الجوية بين سوريا وتركيا تعمل بكامل طاقتها، وهناك ترتيبات لإضافة رحلات جديدة. كما أبدت الخطوط الجوية السورية رغبتها في استئناف رحلاتها إلى تركيا، في حال تم استيفاء الشروط المطلوبة.
خلفية سياسية: بين التحركات الميدانية والرهانات السياسية
تأتي هذه الخطوات في ظل استمرار الدعم التركي للفصائل المسلحة المعارضة للنظام السوري بقيادة بشار الأسد، والذي أُطيح به من السلطة في ديسمبر وفقاً للموقف التركي الرسمي. وتسعى أنقرة من خلال هذه التحركات إلى تسريع عودة اللاجئين السوريين لتقليل حدة التوترات الداخلية التي تسببت بها هذه المسألة، خاصة في ظل تصاعد الخطاب الشعبوي تجاه اللاجئين في الشارع التركي.

