أطلق ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الثلاثاء، شراكة استراتيجية جديدة وصفها البيت الأبيض بأنها بداية “عصر ذهبي جديد” بين البلدين.
وتضمنت الزيارة توقيع اتفاقيات ضخمة، أبرزها صفقة دفاعية هي الأكبر في تاريخ الولايات المتحدة، بقيمة تقارب 142 مليار دولار.
وشهد قصر اليمامة في الرياض مراسم استقبال رسمية للرئيس الأمريكي الذي بدأ من العاصمة السعودية جولة شرق أوسطية تشمل الإمارات وقطر، وستتوج بمشاركته في القمة الخليجية – الأمريكية الخامسة.
الاستثمار والدفاع والطاقة: محاور الشراكة الجديدة
أكّدت الخارجية الأمريكية، في تصريحات المتحدثة الإقليمية باسمها إليزابيث ستيكني، أن الصفقات الجديدة تعزز أمن الطاقة وصناعة الدفاع، وتدعم الابتكار التكنولوجي والوصول إلى المعادن الحيوية، وتعكس التزام الرياض بالاستثمار في الاقتصاد الأمريكي “لعقود قادمة”.
وشددت ستيكني على أن المملكة تمثل أكبر شريك عسكري وتجاري لواشنطن في الشرق الأوسط، مع صفقات دفاعية نشطة تفوق 129 مليار دولار.
رفع العقوبات عن سوريا: التحول المفاجئ والأثر الإقليمي
في خطوة غير متوقعة، أعلن الرئيس ترامب، خلال كلمته في منتدى الاستثمار السعودي-الأمريكي، رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا، استجابة لطلب من الأمير محمد بن سلمان، مشيرًا إلى أن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو سيلتقي نظيره السوري أسعد الشيباني في تركيا قريبًا.
وقال ترامب إن العقوبات كانت “وحشية لكنها ضرورية” في السابق، مضيفًا أن الوقت قد حان لـ”فرصة جديدة للشعب السوري”. وقد حظي هذا القرار بترحيب واسع من دمشق وبيروت وعمّان.
ردود فعل عربية مرحّبة
سوريا اعتبرت الخطوة “انتصارًا للحق” وشكرت المملكة على “دبلوماسيتها الحكيمة”، مؤكدة أن القرار يفتح الباب لعودة سوريا إلى الاستقرار وإعادة الإعمار.
في حين عبر الرئيس اللبناني جوزيف عون ورئيس الوزراء نواف سلام، أشاد بالدور السعودي واعتبر القرار خطوة في مصلحة المنطقة، أعلن الأردن تأييده الكامل، واعتبر القرار “نافذة جديدة للتعاون الاقتصادي مع سوريا”.
وشهدت قاعة المنتدى لحظة تصفيق حار عقب إعلان ترامب، مع إشادة مباشرة من ولي العهد السعودي، ما عكس احتفاءً عربيًا رسميًا وشعبيًا بهذا التحول السياسي.
تمهيد للقاء رفيع: ترامب والشرع وجهاً لوجه
أعلن البيت الأبيض أن الرئيس ترامب سيتلقى تحية من الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع، الذي أطاح ببشار الأسد العام الماضي. ومن المتوقع أن يجتمع الزعيمان في الرياض اليوم الأربعاء، في لقاء قد يكون بداية مسار سياسي جديد بين دمشق وواشنطن.

