مع بداية السنة القضائية الجديدة في تركيا، رفع مجلس نقابة المحامين في إسطنبول، وهو الأكبر والأقدم بين النقابات المهنية في البلاد، لافتة ضخمة كتب عليها “عام مظلم”، معلناً احتجاجه على ما وصفه بمحاولات إسكات الدفاع في المحاكم وتقويض العدالة.
وشارك العشرات من المحامين في وقفة على شارع الاستقلال، مرددين شعار: “الدفاع لم يلتزم الصمت ولن يلتزم الصمت“.
الطابع الرسمي للافتتاح في أنقرة
يبدأ العام القضائي في تركيا في مطلع سبتمبر من كل عام بعد العطلة الصيفية، وتتخلله فعاليات مركزية في محكمة التمييز العليا بأنقرة، إلى جانب مراسم محلية في المحاكم الإقليمية. هذا العام حضر الاحتفال الرسمي كل من نائب الرئيس جودت يلماز، ورئيس محكمة التمييز عمر كركز، ورئيس المحكمة الدستورية قادير أوزكايا، ورئيس مجلس الدولة زكي ييت، ووزير العدل يلماز تونج، إضافة إلى زعيم المعارضة أوزجور أوزيل ورئيس اتحاد نقابات المحامين الأتراك إرينش صاغكان.وقبل انطلاق الجلسة الرسمية، قام كركز برفقة وفد قضائي بزيارة ضريح مؤسس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك في أنقرة، في تقليد متبع سنوياً.
رسائل متباينة من المنصات الرسمية
في خطابه، شدد رئيس محكمة التمييز على ضرورة تسريع المحاكمات، مشيراً إلى إمكانية إعادة النظر في قواعد تنفيذ العقوبات. أما نائب الرئيس جودت يلماز، فقد أكد أن المحاكم ينبغي أن تركز على مراجعة شرعية القوانين لا على إصدار أحكام سياسية، وهو تصريح اعتبر بمثابة رد غير مباشر على انتقادات المعارضة لقرارات القضاء.
مرافعة نقابة المحامين عن استقلال القضاء
من جهته، دعا رئيس اتحاد نقابات المحامين الأتراك، إرينش صاغكان، إلى الالتزام بأحكام المحاكم العليا، مذكراً بقرارات المحكمة الدستورية، ومنها الحكم المتعلق بعضوية النائب المعارض جان أتالاي، وكذلك بقرارات المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان التي رأت في بعض حالات الاحتجاز انتهاكاً للمادة 18 من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان، معتبرة أنها ذات دوافع سياسية.
موقف النقابات في المدن الأخرى
في حين أقيمت الفعالية الرسمية في محكمة الأناضول بإسطنبول على الجانب الآسيوي، اختار رئيس نقابة المحامين في المدينة الانضمام إلى الاحتجاج بدلاً من المشاركة في المراسم. كما أصدرت نقابتا أنقرة ودياربكر بيانات متزامنة شددت على ضرورة استقلال القضاء ووجوب تنفيذ أحكام المحكمة الدستورية والأوروبية.
غياب أردوغان بسبب قمة شنغهاي
اللافت أن الرئيس رجب طيب أردوغان لم يحضر المراسم الرسمية في أنقرة، إذ كان في مدينة تيانجين الصينية للمشاركة في قمة منظمة شنغهاي للتعاون، في إطار جدول دبلوماسي مكثف ركز على التعاون الاقتصادي والتكنولوجي مع بكين.

