وجّه رئيس بلدية إسطنبول والمرشح الرئاسي عن حزب الشعب الجمهوري، أكرم إمام أوغلو، رسالة مفتوحة إلى الحكومة الألمانية عبر حسابه على وسائل التواصل الاجتماعي، ناشد فيها برلين العدول عن قرارها القاضي بوقف بيع مقاتلات “يورو فايتر تايفون” إلى تركيا، وذلك على خلفية اعتقاله في سجن سيليفري.
وقد استخدم إمام أوغلو في ندائه لهجة وطنية لافتة، مؤكداً أنّ تركيا كدولة وشعب ليست مرهونة باسم سياسي أو زعيم بعينه، مشيرًا بذلك إلى الرئيس رجب طيب أردوغان.
“تركيا أكبر من أردوغان… وأكبر من إمام أوغلو أيضاً”
في رسالته، شدد إمام أوغلو على أنّ قرار برلين لا يستهدف النظام الحالي فحسب، بل يضر بالمصالح الوطنية التركية، قائلاً: “تركيا ليست أردوغان، بل أكبر منه. كما أنها ليست إمام أوغلو، بل أكبر من كليهما. الحكومات تأتي وتذهب، لكن المصلحة الوطنية التركية يجب أن تبقى فوق كل اعتبار”.
وقد ختم دعوته بقوله: “أستحلفكم أن تعيدوا النظر في قراركم، فإن احتياجات قواتنا الجوية لا ينبغي أن تُرتهن باعتبارات سياسية آنية”.
خلفية القرار الألماني: السياسة الخارجية تُقاطع ملف الدفاع
وكانت الحكومة الألمانية قد أعلنت في أبريل/نيسان 2025 قرارها بوقف بيع طائرات “يورو فايتر” إلى تركيا، بعد أن صادقت في نوفمبر/تشرين الثاني 2024 على صفقة كانت تعتبر خطوة نادرة في التعاون الدفاعي بين البلدين. إلا أنّ تطورات الوضع الداخلي التركي، ولا سيما سجن إمام أوغلو، دفعت برلين إلى إلغاء تلك الصفقة، في خطوة فسّرها مراقبون بأنها رسالة سياسية تتعلق بمسألة الديمقراطية وحقوق الإنسان في تركيا.
دعوة للحكومة الألمانية الجديدة: “نظام جديد في الأفق”
إمام أوغلو، المعتقل منذ فترة في سجن سيليفري، خاطب في رسالته الحكومة الألمانية الجديدة التي تستعد لتسلم مهامها، مشيراً إلى أنّ مرحلة أردوغان تقترب من نهايتها، ومؤكداً أن تركيا الجديدة ستعمل على إعادة بناء علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي على أساس المصالح المتبادلة، وسيادة القانون، واحترام حقوق الإنسان. وأضاف: “لا يساورنا أدنى شك بأن تركيا، في عهدنا، ستحقق عضويتها الكاملة في الاتحاد الأوروبي”.
إسطنبول كمحور مركزي للصراع السياسي
تأتي هذه الرسالة في سياق ما يشهده المشهد السياسي التركي من تحوّل كبير بعد الانتخابات المحلية الأخيرة، والتي كرّست أكرم إمام أوغلو كرمز للمعارضة ومرشح محتمل للرئاسة. إذ لم يقتصر الصراع السياسي على العاصمة فحسب، بل باتت إسطنبول نفسها ساحة مركزية تتقاطع فيها رهانات الداخل والخارج، وتنعكس فيها مواقف المجتمع الدولي، خاصة فيما يتعلق بالديمقراطية والحريات.

