وافقت ألمانيا هذا العام على تصدير أسلحة إلى تركيا بقيمة 230.8 مليون يورو (250 مليون دولار)، وهو أعلى مستوى منذ عام 2006، مع استئناف برلين إصدار تصاريح التصدير على نطاق واسع بعد سنوات من القيود.
وفقًا لما ذكرته صحيفة “هاندلزبلات” الألمانية يوم الخميس، أعطت الحكومة الألمانية لأول مرة منذ سنوات الضوء الأخضر لصادرات أسلحة واسعة النطاق إلى تركيا، حليفها في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، حيث صدر القرار عن المجلس الفيدرالي للأمن، الذي يرأسه المستشار أولاف شولتس.
ووفقًا لقائمة اطلعت عليها مجلة “دير شبيغل”، ستقوم شركة MBDA المصنعة للأسلحة بتزويد تركيا بـ 100 صاروخ موجه للدفاع الجوي للسفن، بينما ستسلم شركة “تيكروب للأنظمة البحرية” 28 طوربيدًا من طراز SeaHake DM2A4 بقيمة 156 مليون يورو.
كما حصلت عدة اتحادات صناعية ألمانية على موافقة لتوريد حزم مواد لتحديث غواصات تركية من طراز U209 بتكلفة 79 مليون يورو، بالإضافة إلى قطع غيار محركات للفرقاطات والكورفيت التركية بقيمة 1.9 مليون يورو. ومن المتوقع أن تصل قيمة صادرات الأسلحة الإجمالية إلى حوالي 336 مليون يورو.
ووفقًا لرد وزارة الاقتصاد الفيدرالية على استفسار برلماني قدمته النائبة الألمانية سيفيم داغديلين، فإن الصادرات المعتمدة تتكون من 79.7 مليون يورو لأسلحة قتالية و151.1 مليون يورو لمعدات عسكرية أخرى.
وبموجب القانون الألماني، يجب أن تحصل شركات الدفاع على موافقة حكومية قبل بيع الأسلحة والمعدات العسكرية المطورة في البلاد إلى مشترين أجانب. وتقوم الحكومة الألمانية بتقييم هذه الطلبات بناءً على القانون الدولي والظروف السياسية الراهنة، مع منح الأولوية لدول الناتو في عملية الموافقة.
وفي السنوات الأخيرة، قللت برلين بشكل كبير من صادرات الأسلحة إلى تركيا بسبب التوترات الناتجة عن سياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تجاه المعارضين في بلاده والعمليات العسكرية التي استهدفت الأكراد في سوريا والعراق.
وقد وصفت تركيا الموقف الألماني السابق بأنه “حظر ضمني”، مشيرة إلى القيود المفروضة على مبيعات الأسلحة، وبدأت الحكومة الألمانية في رفع هذه القيود منذ أكتوبر الماضي.
وخلال زيارته إلى إسطنبول، دافع المستشار شولتس عن هذه الصادرات قائلاً: “تركيا عضو في الناتو، ولهذا السبب نتخذ قرارات متكررة تؤدي إلى تسليمات ملموسة، وهذا أمر بديهي”، وذلك بعد محادثات أجراها مع الرئيس التركي أردوغان.
كما أعرب شولتس عن انفتاحه على تسليم طائرات يورو فايتر Eurofighter، مشيرًا إلى محادثات جارية بين المملكة المتحدة وتركيا.
ويأتي هذا القرار في ظل تقارير حول صفقة بين تركيا وألمانيا بشأن ترحيل الأتراك الذين رُفضت طلبات لجوئهم في ألمانيا. ووفقًا لصحيفة “فرانكفورتر ألجماينه” الألمانية، سيتم ترحيل أكثر من 13,500 تركي تدريجيًا إلى تركيا، على الرغم من نفي الحكومة التركية هذه التقارير.