اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان العالم الإسلامي بالفشل في الرد بشكل مناسب على الحرب الإسرائيلية على غزة، داعياً إلى اتخاذ إجراءات فورية للضغط على إسرائيل.
وتحدث أردوغان خلال قمة استثنائية لمنظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية في العاصمة السعودية الرياض يوم الاثنين، قائلاً إن نحو 50,000 فلسطيني، 70 بالمئة منهم من النساء والأطفال، قد قُتلوا في الحرب الإسرائيلية على غزة حتى الآن.
وفي اليوم الـ400 من الحرب، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن 43,552 فلسطينياً قد قتلوا وأصيب 102,765 آخر، إلا أن العدد الفعلي للضحايا قد يكون أكبر بكثير نظراً لوجود عدد من المفقودين.
بدأت الحرب الحالية في غزة بهجوم من قبل حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، والذي أسفر عن مقتل حوالي 1,200 شخص، معظمهم من المدنيين.
وقال الرئيس التركي إن “عددًا قليلاً من الدول الغربية تقدم لإسرائيل كل أشكال الدعم، من السياسي إلى الاقتصادي، ومن العسكري إلى الأخلاقي، وفشل الدول المسلمة في الرد بالشكل الكافي قد سمح بوصول الوضع إلى هذا الحد”، مضيفًا أن “من الأهمية الاستثنائية” أن تواصل الدول الإسلامية جهودها المنسقة لفرض تدابير قوية للضغط على إسرائيل.
جدد أردوغان دعوته لفرض حظر على الأسلحة على إسرائيل ووقف التجارة، وأضاف: “من الحيوي أن يتم عزل إسرائيل على الساحة الدولية حتى تنتهي عدوانها”.
وبحسب تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية الأسبوع الماضي، أعلنت وزارة الخارجية التركية أنها قدمت رسالة إلى الأمم المتحدة موقعة من 52 دولة ومنظمتين، تطالب بوقف تسليم الأسلحة لإسرائيل.
ومن بين الموقعين على الرسالة السعودية والبرازيل والجزائر والصين وإيران وروسيا، بالإضافة إلى جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي.
وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي يواجه فيه أردوغان وحكومة حزب العدالة والتنمية انتقادات لمواصلة التجارة مع إسرائيل رغم الحظر الذي فرضته في وقت سابق من هذا العام.
تواجه الشركات التركية اتهامات بالالتفاف على حظر التجارة الحكومي مع إسرائيل من خلال إعادة توجيه الصادرات عبر فلسطين.
وفي مايو، أوقفت تركيا رسميًا جميع التجارة المباشرة مع إسرائيل استجابةً للانتقادات المتزايدة في الداخل بشأن العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة. ومع ذلك، تشير البيانات إلى أن البضائع التي كانت موجهة لإسرائيل يتم توجيهها الآن عبر الأراضي الفلسطينية. وتفيد التقارير بأن الشركات التركية تستخدم جمارك السلطة الفلسطينية لتسهيل التجارة مع صعوبة تتبع الوجهة النهائية للصادرات بعد دخولها فلسطين.
وقد جعل أردوغان من نفسه داعماً قوياً للقضية الفلسطينية، وغالباً ما ينتقد إسرائيل على تصرفاتها في المنطقة. ومع ذلك، بقيت العلاقة الاقتصادية بين تركيا وإسرائيل مهمة، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 6.3 مليارات دولار في عام 2023.
كما تعرضت حكومة حزب العدالة والتنمية لانتقادات بسبب منع مغادرة سفينتين تابعتين لجمعيات إنسانية تركية ودولية كانتا تهدفان لتوصيل المساعدات إلى قطاع غزة المحاصر منذ أوائل أغسطس بسبب “ضغوط إسرائيلية” وعقبات بيروقراطية وضعتها وزارة النقل والشؤون البحرية والاتصالات.
ويخضع قطاع غزة لحصار إسرائيلي منذ 17 عامًا.
ويتساءل الكثيرون عن مدى جدية التزام أردوغان وحكومته بتخفيف الأزمة الإنسانية في غزة في ظل التطورات الحالية.