كشف مسؤول، تحدث إلى وكالة الأنباء الفرنسية (AFP) يوم الثلاثاء، عن عقد اجتماع بين قائد سوريا أحمد الشرع ووفد من قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، واصفاً المحادثات التي جرت يوم الإثنين بأنها “إيجابية”.
وأشار المصدر إلى أن هذا اللقاء يمثل الاجتماع الأول بين أحمد الشرع وقادة أكراد في فترة تشهد فيها قسد مواجهات مع الجيش الوطني السوري في شمال سوريا.
وأوضح المسؤول، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أن الاجتماع كان بمثابة “جلسة تمهيدية لوضع أسس حوار مستقبلي”، مؤكداً أن الجانبين توافقا على الاستمرار في عقد اجتماعات للوصول إلى تفاهمات مستقبلية.
ووصف المشؤول الاجتماع بأنه “إيجابي”، متوقعاً أن تشهد الأيام المقبلة زيادة الحوار وعقد اجتماعات مكثفة.
أحمد الشرع: الفيدرالية ليست الحل الآن
وفي تصريحاته حول القضايا المتعلقة بقوات سوريا الديمقراطية، قال أحمد الشرع: “ناقشنا مع جميع الأطراف أن هذه قضية سورية بحتة، ويجب أن نحل مشاكلنا بأنفسنا. نحن نسعى لإيجاد آلية تتناسب مع الوضع في شمال شرق سوريا. لا ينبغي للأكراد المطالبة بالفيدرالية في الوقت الحالي، لأن المجتمع السوري ليس مستعداً لفهم هذا النموذج، بل يعتبره جزءاً من مشروع تقسيم سوريا”.
وأضاف الشرع: “هناك مقاتلون أجانب في شمال شرق سوريا يعانون من مشاكل مع الدول المجاورة. تركيا، على سبيل المثال، تعاني من وجود حزب العمال الكردستاني (PKK)، ولن نسمح بأن تصبح سوريا قاعدة للهجمات ضد تركيا”.
وبشأن الأكراد، أكد الشرع: “الأكراد جزء لا يتجزأ من الشعب السوري، كما تعرضنا نحن للظلم، تعرضوا هم أيضاً للظلم، ويجب علينا حمايتهم”.
ودعا الشرع جميع الفصائل المسلحة في سوريا إلى الانضمام لوزارة الدفاع السورية، قائلاً: “نرحب بكل من يريد الانضمام إلى الوزارة، ونحن في حوار مع قسد لإيجاد آليات لحل المشكلات بما يتناسب مع الوضع السوري”.
استمرار الحوار مع كافة الأطراف الكردية
وفيما يتعلق بعلاقته مع قوات سوريا الديمقراطية، قال الشرع: “التواصل مع المكونات الكردية لا يقتصر على قسد وحدها. الأكراد هم جزء أساسي وأصيل من الشعب السوري، ولا يمكن فصلهم عن بقية مكونات البلاد. نحن في حوار مستمر مع جميع القوى الكردية، سواء كانت قسد أو غيرها، بهدف استعادة وحدة الأراضي السورية وتحقيق سوريا موحدة وشاملة للجميع، بغض النظر عن الطائفة أو العرق أو الدين”.
وأكد وزير سوري آخر، في تصريحات متزامنة، أن المحادثات بين الحكومة وقسد تُدار على المستوى السياسي وليس على مستوى الوزارات التقنية، مشيراً إلى أنها لا تزال في مرحلة التشاور. وأضاف: “إذا تم التوصل إلى نتائج ملموسة، ستعلنها القيادة السياسية”.
وعن الدور الكردي في المرحلة الانتقالية، أوضح الوزير: “الأكراد هم ثاني أكبر مكون في سوريا، وهم جزء أساسي من المجتمع السوري، وسيلعبون دوراً بارزاً في الفترة القادمة وفي الحكومة الانتقالية. يجب أن نتذكر أن النظام السابق تسبب في دفع بعض الأكراد للتفكير بالانفصال أو إنشاء دولة كردية بسبب سياساته التي قسمت الشعب السوري إلى طوائف وعرقيات وسرقت ثرواته. العديد من الأكراد حُرموا من حقوقهم المدنية، وحتى وثائق الهوية. الآن، نحن نسعى لتجاوز هذا الماضي المظلم وإعادة بناء سوريا على أسس عادلة”.