رفضت تركيا، التي تدعم الفصائل المعارضة في سوريا، يوم الاثنين أي إشارة إلى أن “التدخل الأجنبي” كان وراء الهجوم الذي شنّه الجهاديون في شمال البلاد.
وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال مؤتمر صحفي مشترك في أنقرة مع نظيره الإيراني عباس عراقجي: “سيكون من الخطأ في هذا الوقت محاولة تفسير الأحداث في سوريا بأي تدخل أجنبي.”
وأشار فيدان إلى أن التصعيد الأخير، الذي أدى إلى فقدان دمشق أجزاء واسعة من الأراضي في شمال غرب سوريا، بما في ذلك حلب، أثناء هجوم سريع من قبل المعارضة، يعود إلى فشل النظام في الانخراط في حوار مع جماعات المعارضة.
وأضاف فيدان: “غياب الحوار بين النظام والمعارضة هو ما أوصل المشكلة إلى هذا الحد”، مؤكدًا أن “تجاهل المطالب المشروعة للمعارضة يُعدّ خطأً.”
ودعا فيدان النظام السوري إلى “المصالحة مع شعبه ومع المعارضة الشرعية”، وتابع: “لا نرغب في تصعيد الحرب الأهلية”، مشيرًا إلى تصريحاته في مكالمة هاتفية مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يوم الأحد، حيث شدد على أن تركيا ستدعم الجهود “لخفض التوتر” في سوريا.
تسيطر القوات التركية والفصائل الموالية لها على أجزاء كبيرة من شمال سوريا، وتعرب أنقرة عن قلقها من أن يؤدي التصعيد الأخير إلى زيادة تدفق اللاجئين عبر الحدود.
وقال فيدان: “لا نريد أن يُقتل المدنيون أو تُقصف المدن أو يُهجّر الناس. نريد أن يتمكن هؤلاء النازحون من العودة. يجب عكس تدفق اللاجئين”، علمًا أن أن تركيا تستضيف بالفعل نحو 3.2 مليون لاجئ سوري، بحسب بيانات الأمم المتحدة.
وفي مكالمة هاتفية مع نظيره الإيراني مسعود بزشكيان، وصف بشار الأسد الهجوم الذي تقوده ما سماه “المعارضة الإسلامية” بأنه محاولة لإعادة رسم خريطة المنطقة بما يتماشى مع المصالح الأمريكية.
وأكدت كل من إيران وروسيا، اللتين تدعمان الأسد منذ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا عام 2011، عزمهما على مساعدة دمشق في استعادة السيطرة بعد فقدان حلب، حيث أكدت طهران أنها ستبقي مستشاريها العسكريين في سوريا.