أعلن وزير الدفاع التركي يشار غولر أن ألمانيا وافقت على بيع 40 طائرة مقاتلة من طراز “يوروفايتر تايفون” لتركيا، ما يرفع الحظر الطويل الأمد ويمهد الطريق لشراء الطائرات.
وقال غولر، في مقابلة مع قناة “تي في 100” اليوم الأربعاء، إن ألمانيا كانت تقاوم البيع لفترة طويلة، لكنها استجابت أخيراً، وذلك بفضل مساهمات من حلفاء الناتو الذين يشاركون في إنتاج الطائرات إلى جانب ألمانيا.
وأضاف: “سنشتري 40 طائرة مقاتلة من طراز يوروفايتر تايفون. كانت ألمانيا تقاوم لفترة طويلة، ولكن أخيراً، بفضل المساهمات الإيجابية من أصدقائنا في الناتو، إيطاليا والمملكة المتحدة وإسبانيا، وافقت ألمانيا على بيعها”، على حد قوله.
ولم يُصدر المسؤولون الألمان حتى الآن أي بيان يؤكد وينفي صحة تصريحات الوزير التركي.
وقد قللت برلين بشكل كبير من صادرات الأسلحة إلى تركيا في ظل التوترات الناجمة عن سياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضد منتقديه في البلاد والعمليات العسكرية التي تستهدف الجماعات الكردية في سوريا والعراق. إلا أنها أعطت الضوء الأخضر في الشهر الماضي لتصدير الأسلحة بشكل واسع بقيمة عدة مئات من ملايين اليوروهات إلى تركيا، العضو في حلف الناتو.
وتسعى تركيا منذ فترة طويلة إلى الحصول على طائرات “يوروفايتر تايفون” لتعزيز قدرات سلاحها الجوي، بعد أن توقف البيع سابقاً بسبب الحظر الأحادي من ألمانيا، على الرغم من موافقة أعضاء آخرين في اتحاد يوروفايتر.
وتابع غولر أيضاً أنه لا يعتقد أن الأزمة الحكومية الأخيرة في ألمانيا، التي أدت إلى انهيار الحكومة الائتلافية بعد إقالة المستشار أولاف شولتس لوزير المالية، ستؤثر على صفقة يوروفايتر.
يخطط سلاح الجو التركي لشراء 20 طائرة “تايفون” في البداية، مع خيار لشراء 20 طائرة إضافية، جميعها من الجيل الأحدث. وبهذا، يهدف إلى إضافة سرب واحد من طائرات “تايفون” في المرحلة الأولى، وسربين في المرحلة النهائية.
وقد انطلق مشروع “يوروفايتر تايفون” كشراكة بين عدة دول أوروبية لتطوير طائرة مقاتلة من الجيل الجديد. بينما شاركت فرنسا في البداية، انسحبت لاحقاً لتطوير طائرتها الخاصة، “رافال”. واستمر الشركاء الآخرون في المشروع، مما أسفر عن تصنيع الطائرة “إف-2000 يوروفايتر تايفون”. وتوزع الملكية بين المملكة المتحدة (33٪)، وألمانيا (33٪)، وإيطاليا (21٪)، وإسبانيا (13٪).
يشمل الاتحاد شركات مثل “بي إيه إي سيستمز” التي تمثل المملكة المتحدة؛ و”إيرباص للدفاع والفضاء” التي تمثل ألمانيا وإسبانيا؛ و”ليوناردو” التي تمثل إيطاليا.
وتعتبر “تايفون” طائرة مقاتلة متعددة المهام ذات تصميم جناح دلتا ومراوح أمامية توفر قدراً كبيراً من القدرة على المناورة، ما يجعلها مناسبة لمجموعة متنوعة من العمليات الجوية. ومع التحسينات المستمرة، صُممت الطائرة لتواكب التطورات في تكنولوجيا الطيران القتالي وتلبية المتطلبات التشغيلية الحالية والمستقبلية. وتستطيع الوصول إلى سرعة قصوى تبلغ ماخ 2.0 ووزن إقلاع أقصى يصل إلى 23,500 كغم.
حتى الآن، تم تسليم أكثر من 550 طائرة “يوروفايتر تايفون” إلى سبع دول: ألمانيا، المملكة المتحدة، إيطاليا، إسبانيا، النمسا، عمان، والمملكة العربية السعودية.
في وقت سابق من هذا العام، أبرمت تركيا، العضو في الناتو، اتفاقية لشراء 40 طائرة “إف-16” وتحديث 79 طائرة “إف-16” من الولايات المتحدة، بعد تأخير طويل.
كما تعمل أنقرة على تطوير طائرتها القتالية الوطنية الخاصة “كاآن” (KAAN).
من المتوقع أن يساهم شراء طائرات “يوروفايتر تايفون” بشكل كبير في تعزيز سلاح الجو التركي، حيث ستدخل تقنية الرادار النشط الممسوح إلكترونياً إلى ترسانته لأول مرة.
وبحسب خبير الدفاع التركي فاتح يورتسفر، يُعتبر شراء طائرات “يوروفايتر” حلاً مؤقتاً مثالياً حتى تدخل الطائرة التركية ” كاآن” والطراز المتقدم من “إف-16 بلوك 70” الأمريكي إلى الخدمة.