صدر اليوم كتاب السيرة الذاتية للمستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل بعنوان الحرية (Freiheit) في 30 لغة، بما في ذلك الصينية.
ويحتوي كتاب ميركل على تفاصيل مثيرة حول تركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان.
أفاد تقرير نشره موقع النسخة التركية لـ”دويتشه فيله”، أنه سيقام حفل إطلاق الكتاب مساء اليوم (26 نوفمبر 2024) في مسرح دويتشه بالعاصمة برلين، مشيرًا إلى انتهاء تذاكر الحدث في وقت قياسي رغم طرحها للبيع عبر الإنترنت قبل أسبوعين.
يغطي الكتاب حياة ميركل من طفولتها وشبابها في ألمانيا الشرقية، مرورًا بوحدة الألمانيتين، وصولًا إلى نهاية فترة توليها منصب المستشارة الألمانية في خريف عام 2021، التي استمرت 16 عامًا. كما سيتم إصدار نسخة صوتية من الكتاب، إلى جانب تنظيم سلسلة فعاليات في مدن أوروبية كبيرة للترويج له.
كتاب يثير الجدل قبل صدوره
تناولت وسائل الإعلام مقتطفات من الكتاب قبل نشره، مما أثار نقاشات واسعة. ومن أبرز المواضيع المثيرة للجدل التي ناقشتها ميركل تعاملها مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أزمة اللاجئين عام 2015، وسياستها تجاه روسيا وأوكرانيا، ورؤيتها للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
أوباما يشارك في الترويج للكتاب
من المقرر أن تلتقي ميركل بالرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما في واشنطن يوم 2 ديسمبر للترويج للكتاب في الولايات المتحدة.
12 مليون يورو عائدات متوقعة
لفتت صحيفة “تاجسشبيجل” (Tagesspiegel) إلى أن عائدات الكتاب قد تصل إلى 12 مليون يورو، منوهة بأن اختيار مسرح دويتشه لإطلاق الكتاب له رمزية خاصة في حياة ميركل، حيث ذكرت في مذكراتها أنها كانت تزور هذا المسرح مع أسرتها مرة كل عام.
12 زيارة إلى تركيا
ذكرت ميركل في الكتاب أنها زارت تركيا 12 مرة خلال فترة توليها المستشارية، منذ 22 نوفمبر 2005 حتى 2021، وتحدثت عن لقاءاتها مع أردوغان، والتعاون في قضايا مثل أزمة اللاجئين، بدءًا من الصفحة 528 من الكتاب.
أشارت ميركل إلى قرارها مع أردوغان خلال قمة الأمم المتحدة في نيويورك بتاريخ 25 سبتمبر 2015 بتشكيل مجموعة عمل مشتركة. وفي 18 أكتوبر 2015، زارت تركيا والتقت حينها برئيس الوزراء أحمد داود أوغلو ورئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان.
تفاصيل “الكرسي الذهبي” الشهير
في معرض حديثها عن زيارتها لإسطنبول، التي واجهت انتقادات لاذعة، قالت ميركل: “كانت هناك صورتان تسببتا في الجدل، وهما صورتان لي مع أردوغان ونحن نجلس على كراسي ذهبية تُشبه العروش. جلست على أحدها بينما جلس أردوغان على الآخر. لم أكن أركز على هذه التفاصيل، بل ركزت على ما أردت تحقيقه من هذا الاجتماع. لكن، كما يقولون، ‘الصورة بألف كلمة’. البعض فسروا الصورة وكأنني أنحني كليًا لأردوغان في قصره، ادعى البعض بأنني كنت مستعدة حتى للركوع أمامه”.
وأضافت: “ما زاد الأمر سوءًا هو أن زيارتي جاءت قبل أسبوعين فقط من الانتخابات البرلمانية التركية، مما جعل البعض يتهمني بدعم حزب العدالة والتنمية في تلك الانتخابات”.
أردوغان لطيف حين نتفق، ومُعقّد حين نختلف
سلطت ميركل الضوء على أهمية الاتفاق الذي توصل إليه مع تركيا بشأن اللاجئين، قائلة: “لو لم يكن هناك اتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، لما استطعنا تقليل أعداد الأشخاص الذين يخاطرون بحياتهم، ولما أنهينا المآسي المروعة في بحر إيجه”.
وتحدثت عن علاقتها بأردوغان قائلة: “تركيا كانت لها دور محوري في مواجهة تحديات اللاجئين، ولهذا كنت أتفاوض مع أردوغان. كنت أراه سياسيًا قادرًا على التأثير ليس فقط في قضية اللاجئين، بل على الساحة السياسية بأكملها. عندما كنا نتفق، كان يتعامل بلطف ويطلق عليّ لقب ‘الصديقة العزيزة’. أما في حال اختلافنا، كان لا يتردد في تسليط الضوء على كل نقاط الخلاف، ويتحدث ضدي باستمرار، مما كان يؤدي إلى تعقيد الأمور”.
انتقادات لاذعة لترامب
وفيما يتعلق بتعاملها مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وصفت ميركل أسلوبه قائلة: “كان هدفه الأساسي أن يجعل الشخص الذي يتحدث معه يشعر بالذنب”، متابعة “ترامب كان يعمل بدافع الحقد، وكانت طريقته في التفاوض تقتصر على الجانب البراغماتي البحت”، على حد قولها.