كشف الدبلوماسي التركي السابق إمداد أونر عن تفاصيل تجربته مع ماركو روبيو، الذي يُتوقع أن يتولى حقيبة الخارجية في إدارة دونالد ترامب الجديدة، وذلك في مقابلة خاصة مع موقع “وَلَوْ” الإخباري التركي.
ماركو روبيو، السناتور الأمريكي عن ولاية فلوريدا، يُعتبر من أبرز الشخصيات المنتظرة في إدارة دونالد ترامب المحتملة. إذا تم تأكيد تعيينه من قبل مجلس الشيوخ الأمريكي، فسيكون أول دبلوماسي أمريكي من أصول لاتينية يشغل منصب وزير الخارجية. يُعرف روبيو بمواقفه الصارمة تجاه الأنظمة الاستبدادية مثل الصين، وروسيا، وإيران، وفنزويلا، بالإضافة إلى انتقاداته العلنية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحكومته.
الدبلوماسي التركي السابق إمداد أونر هو محلل سياسات أول في معهد جاك دي جوردون للسياسات العامة في جامعة فلوريدا الدولية (FIU)، وسبق أن عمل كمساعد لروبيو خلال فترة دراسته للدكتوراه، ما أتاح له فرصة للتعرف على شخصية روبيو وآرائه في السياسة الدولية.
أشار أونر في حواره المطول مع موقع “ولو” إلى أن روبيو يتمتع بخبرة واسعة في السياسة الخارجية من خلال عضويته في لجان الشؤون الخارجية والاستخبارات بمجلس الشيوخ الأمريكي. ووصفه بأنه مرشح محترف مقارنة ببعض الشخصيات المثيرة للجدل التي اختارها ترامب في مناصب أخرى.
آراء روبيو حول تركيا وأردوغان
أوضح أونر أن روبيو من أبرز السياسيين الأمريكيين الذين انتقدوا سياسات أردوغان بشكل مباشر، حيث اتهمه بالاستبداد، وقاد حملة في مجلس الشيوخ لإدانة انتهاكات حقوق الإنسان في تركيا، مطالبًا بلإفراج عن معتقلين سياسيين، مثل الناشط الحقوقي عثمان كافالا. بالإضافة إلى معارضته لسياسات أردوغان في سوريا، حيث انتقد العملياته العسكرية ضد وحدات حماية الشعب (YPG) في سوريا. كما لعب دورًا بارزًا في صياغة “قانون أمن الطاقة والشراكة في شرق البحر المتوسط”، الذي عزز التعاون بين الولايات المتحدة، اليونان، وقبرص، وهو ما يشكل تحديًا كبيرًا لتركيا، وفقًا لأونر.
توقع أونر أن تتأثر العلاقات بين أنقرة وواشنطن بوجود شخصيات مثل روبيو في إدارة ترامب. وأشار إلى أن السياسات الأمريكية قد تصبح أكثر صرامة تجاه تركيا، خصوصًا في ملفات مثل حقوق الإنسان، والتعاون مع دول شرق المتوسط، ودعم المعارضة التركية.
مواقف روبيو تجاه قضايا دولية أخرى
وذكر الدبلوماسي السابق أن روبيو يدعم سياسات إسرائيل بشكل قوي، ويرى أن عملياتها في غزة مبررة، كما أعرب عن مواقفه الرافضة لدعم حركات معارضة لإسرائيل داخل الولايات المتحدة. وتابع أن روبيو دعم أوكرانيا في مواجهة العدوان الروسي، لكنه لاحقًا دعا إلى البحث عن تسوية تفاوضية لإنهاء الحرب، مع الإشارة إلى تعقيدات الصراع.
أكد أونر أن شخصية روبيو ومواقفه السياسية تشير إلى أن وزارة الخارجية الأمريكية تحت قيادته قد تتبنى نهجًا أكثر تدخلًا على الصعيد الدولي، مع التركيز على تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان، وتوقع أن يحافظ على نهج حازم، داعمًا العقوبات وسياسات المواجهة الاستراتيجية.
واصل أونر قائلا: “روبيو معروف بموقفه التقليدي والمُتدخل في السياسة الخارجية مقارنة بمواقف ترامب، الذي يفضل عدم الانخراط العسكري المباشر. يُتوقع أن تكون مقاربته أكثر تركيزًا على تعزيز العقوبات والضغط السياسي على الأنظمة الاستبدادية. في هذا السياق، سبق لروبيو أن دعم قوانين تهدف إلى فرض عقوبات على الصين وروسيا”.