في تصريح أثار جدلاً واسعًا، جدد البروفيسور ناجي غورور، العالم التركي المتخصص في علوم الأرض، تحذيراته بشأن مشروع “قناة إسطنبول” الذي تصر الحكومة التركية على تنفيذه.
وأكد غورور أن المشروع يهدد حياة الملايين نظرًا لوقوعه على فالق زلزالي نشط في منطقة مرمرة، ما يجعله خطرًا كبيرًا لا يمكن تجاهله.
تحذيرات علمية مستندة إلى أبحاث طويلة الأمد
خلال اجتماع لإطلاع الرأي العام على مشروع قناة إسطنبول، تحدث غورور عن خطورة المشروع قائلًا: “قناة إسطنبول تقع على فالق نشط، وليس الأمر مزحة. لقد أجرينا أبحاثًا مكثفة استمرت لعقد كامل بالتعاون مع فرق علمية من دول مثل إيطاليا وفرنسا، مستخدمين أحدث المعدات والتقنيات العالمية. نتائجنا تؤكد أن هناك طاقة متراكمة في هذا الفالق، وأن أي تحرك له قد يؤدي إلى زلزال مدمر بقوة تصل إلى 7.5 درجات”.
وأوضح غورور أن منطقتي كُمبورغاز وجنوب جزر إسطنبول تمثلان نقاطًا حساسة حيث تمر فوالق شمال الأناضول، مؤكدًا أن احتمال حدوث زلزال كبير في غضون 30 عامًا يبلغ حوالي 64%، وهو تقدير تتفق عليه الأوساط العلمية الدولية.
قناة إسطنبول: مخاطرة غير محسوبة العواقب
ولفت غورور إلى أن تنفيذ قناة إسطنبول في موقعها الحالي يمثل تصعيدًا للمخاطر، حيث يزيد المشروع من الكثافة السكانية والبنية التحتية في منطقة غير آمنة جيولوجيًا. وتابع: “التربة في المنطقة ضعيفة، وتعاني من مشكلات مثل السيولة الزائدة والحركة الأرضية المستمرة بمعدل يصل إلى 2 سم سنويًا وفق أبحاثنا الفضائية. هذا إلى جانب الزلازل المحتملة، يجعل المنطقة بمثابة قنبلة موقوتة”.
وأضاف غورور: “إنشاء هذا المشروع يتطلب استثمارات ضخمة في بنية تحتية مقاومة للزلازل، ما قد يرفع التكلفة إلى أضعاف الرقم المعلن البالغ 64 مليار دولار. في ظل الأزمات الاقتصادية التي يعاني منها الشعب، هل من المنطقي أن تُنفق هذه المليارات على مشروع بلا عائد ملموس؟”.
رسالة عاجلة إلى المسؤولين
وجه غورور نداءً عاجلًا إلى صناع القرار، قائلًا “بصفتي عالما أمضى حياته في دراسة الزلازل وعلوم الأرض، أطلب منكم بإخلاص أن تتوقفوا عن هذا المشروع. ليس فقط لأنه غير آمن، بل لأنه قد يؤدي إلى كوارث لا يمكن السيطرة عليها. حياة الملايين على المحك، وأي قرار خاطئ هنا سيكلفنا الكثير. توقفوا، فهذا المشروع ليس مجرد خطأ، بل هو خطيئة في حق الناس والطبيعة”.