كشف الخبير التركي في العلاقات الدولية، البروفيسور الدكتور سدات لاتشينر، عن تطورات دراماتيكية في المشهد السوري من خلال منشورات على حسابه بمواقع التواصل الاجتماعي.
قال لاتشينر في منشوراته بأن عائلة الرئيس السوري بشار الأسد قد فرّت إلى روسيا عقب سيطرة قوات المعارضة على مدينة حلب، مشيرًا إلى أن موسكو، التي طالما كانت الحليف الأقوى للنظام السوري، ترفض الآن تقديم أي دعم عسكري للأسد.
فرار عائلة الأسد ومصير مجهول للأسد
ذكر لاتشينر أنه وفقًا لتقارير إعلامية استندت إلى مصادر أمنية سورية وأخرى عربية، فإن زوجة بشار الأسد، البريطانية المولد أسماء الأسد، قد غادرت سوريا برفقة أطفالها الثلاثة إلى روسيا خلال الأسبوع الماضي. كما ورد أن شقيقي الرئيس السوري توجها إلى الإمارات العربية المتحدة. أما بشار الأسد نفسه، فمصيره لا يزال غامضًا؛ إذ تشير بعض الشائعات إلى توجهه نحو إيران، في حين تتحدث تقارير أخرى عن ضغوط من مسؤولين مصريين وأردنيين لدفعه إلى مغادرة البلاد وتشكيل حكومة في المنفى.
تقدم المعارضة وضغوط متزايدة على النظام
وتطرق لاتشينر إلى تقدم قوات المعارضة المسلحة نحو دمشق من محاور متعددة مثل الشمال، والشرق، والجنوب، وتابع: “هذا التقدم يُضاف إلى سلسلة من الانتصارات الميدانية التي بدأت بالسيطرة على حلب، مما يزيد الضغط على النظام السوري ويُضعف موقفه أمام مؤيديه وحلفائه”.
روسيا: الحليف المتردد
رغم العلاقات الوثيقة التي جمعت بين النظام السوري وموسكو على مدى السنوات الماضية، يبدو أن روسيا بدأت تنأى بنفسها عن دعم الأسد، بحسب لاتشينر.
نقلت وكالة بلومبيرغ نيوز عن مصدر مقرب من الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يشعر بالاستياء من التقارير التي تفيد بأن قوات الأسد تهرب من مواقعها القتالية. وأضاف المصدر أن “روسيا لا تملك خطة لإنقاذ الأسد، ولن يكون هناك أي تحرك طالما استمر جيش النظام في التخلي عن مواقعه.”
الأولويات الروسية: أوكرانيا قبل سوريا
يرى محللون أن رفض روسيا تقديم الدعم العسكري للأسد يرتبط بشكل مباشر بالوضع في أوكرانيا، حيث تواجه موسكو تحديات استراتيجية كبرى. في هذا السياق، يرى لاتشينر أن الكرملين يفضل التركيز على مصالحه المباشرة في أوكرانيا بدلاً من الاستمرار في دعم نظام أصبح يُعتبر عبئًا دوليًا، خاصة مع انعدام قدرة الأسد على الدفاع عن نفسه، وهو ما يُثير التساؤل: كيف يمكن الدفاع عمن لا يدافع عن نفسه”، على حد تعبيره.
دعوات دولية لنقل السلطة
على الجانب الآخر، ذكرت صحيفة تلغراف أن مسؤولين مصريين وأردنيين قد حثوا الأسد على مغادرة البلاد وتشكيل حكومة في المنفى، في محاولة لإنهاء الأزمة السورية المتفاقمة. ويُعتقد أن هذه الدعوات تهدف إلى فتح الباب أمام تسوية سياسية شاملة تُجنب سوريا مزيدًا من الانهيار وتعيد الاستقرار إلى المنطقة.
مستقبل غامض لسوريا
وعلق لاتشينر في الختام قائلا: “تُظهر هذه التطورات أن سوريا تعيش لحظة حرجة قد تؤدي إلى تغييرات جذرية في ميزان القوى على الأرض. فرار عائلة الأسد والرفض الروسي لدعم النظام يعكس تراجع الثقة الدولية والإقليمية في قدرة الأسد على الصمود. في ظل هذه الظروف، يبقى السؤال الأهم: هل نشهد نهاية حكم الأسد في سوريا، أم أن الوضع سيتخذ منحى جديدًا غير متوقع؟”.