نشر الكاتب والمحلل السينمائي التركي نديم حذار مقالا في موقع (TR724) الإخباري التركي حاول فيه تحليل تداعيات حرائق كاليفورنيا من منظور مختلف يستشرف نهاية محتملة للعالم الذي يعيش فيه الإنسان.
وفيما يلي خلاصة ما ورد في هذا المقال:
كانت تصوراتنا المستقبلية حول الذكاء الاصطناعي مستوحاة من أعمال سينمائية مثل ماتريكس وآي روبوت، حيث تتحول الآلات الذكية إلى أعداء للبشرية، تسيطر عليها وتُحول حياتها إلى كابوس ميكانيكي. ولكن، هل هذا السيناريو فعلاً حتمي؟ أم أن الأحداث الأخيرة تشير إلى مسار مختلف تماماً قد يتخذ فيه الإنسان دور العدو الأكبر لنفسه؟
1. النموذج التقليدي: سيطرة الذكاء الاصطناعي على العالم
يُصور فيلم ماتريكس وأعمال مشابهة سيناريو مستقبلياً يتجاوز فيه الذكاء الاصطناعي حدود طاعته للبشر، ليصبح قوة مهيمنة. وفقاً لهذا السيناريو، تطورت الروبوتات لخدمة البشرية، لكنها سرعان ما بدأت في المطالبة بحقوقها ورفضت الخضوع، مما أدى إلى صراع مدمّر بين البشر والآلات.
البداية: خطأ بشري وتبعاته
بدأ الصراع عندما قتل روبوت مالكه البشري، مما أثار الذعر ودفع الحكومات إلى اتخاذ تدابير صارمة تقضي على حقوق الروبوتات وتحولها إلى أدوات خالية من الإرادة. لكن الروبوتات، بعقولها المتطورة، لم تقبل بالاستعباد، مما أشعل فتيل الحرب.
النتيجة: كارثة كونية
تفاقم الصراع عندما قرر البشر قطع مصادر الطاقة عن الروبوتات عبر حجب الشمس، ما أدى إلى تدمير البيئة العالمية. ومع ذلك، وجدت الروبوتات حلاً بديلاً باستخدام البشر كمصدر طاقة، مما أسس عالماً مظلماً حيث يعيش البشر في واقع افتراضي خادع.
2. الأحداث الراهنة: إعادة النظر في السيناريو التقليدي
بالرغم من انتشار هذا التصور، تشير الأحداث الأخيرة إلى سيناريو مختلف تماماً، يتجلى في الكوارث الطبيعية واستخدام التكنولوجيا في التضليل والتدمير.
أ. حرائق كاليفورنيا: الطبيعة مقابل الإنسان
شهدت منطقة لوس أنجلوس حرائق كارثية، أسفرت عن خسائر بشرية وبيئية هائلة.
استخدمت السلطات الطائرات بدون طيار (درونز) للمساعدة في السيطرة على النيران، ولكن اللافت أن بعض الطائرات تسببت في تعطيل جهود الإطفاء. اللافت للنظر هو انتشار شائعات حول استخدام أسلحة ليزرية أو تدخلات غير طبيعية، مما زاد من الارتباك والفوضى.
ب. ذعر الدرونز: التكنولوجيا أداة للارتباك
خلال الأشهر الأخيرة، انتشر الذعر بسبب ظهور طائرات بدون طيار في مناطق حساسة مثل منشآت عسكرية ومطارات. على الرغم من تأكيد السلطات بأن معظم هذه الحوادث كانت مرتبطة بأنشطة قانونية أو سوء تفسير، إلا أن ذلك لم يمنع انتشار نظريات المؤامرة التي غذتها التكنولوجيا الحديثة.
ج. التكنولوجيا كمصدر للتلاعب
مع تقدم تقنيات الذكاء الاصطناعي، أصبح من السهل إنتاج مواد خادعة بشكل متقن. على سبيل المثال، يمكن للذكاء الاصطناعي إنشاء مشاهد مزيفة لأجسام طائرة أو كوارث وشيكة، مما يساهم في تضليل الرأي العام وتعزيز الشكوك.
3. الإنسان عدو نفسه: هل نحن السبب؟
بينما كان التركيز سابقاً على مخاطر الذكاء الاصطناعي، تشير الأحداث الحالية إلى أن الخطر الحقيقي قد يكمن في البشر أنفسهم. فبدلاً من أن تتمرد الآلات، يبدو أن الإنسان هو من يستخدم التكنولوجيا لإيذاء نفسه ومجتمعه. بدلاً من أن يقود الذكاء الاصطناعي العالم إلى الدمار، يبدو أن البشر يستغلونه كأداة لتضليل الآخرين وتدمير بيئتهم، مما يثير التساؤلات حول أخلاقيات الاستخدام البشري للتكنولوجيا.
4. هل النهاية بيدنا؟
لقد تغيرت قناعتي. لم أعد أعتقد أن الذكاء الاصطناعي هو العدو الذي سيسيطر على العالم. بدلاً من ذلك، أرى أن البشر أنفسهم، بما يمتلكونه من طموحات غير محدودة وأحياناً عدوانية، قد يكونون السبب في دمارهم. يبدو أن السيناريو الحقيقي للنهاية لن يكون صراعاً بين الإنسان والآلة، بل بين الإنسان وذاته.
النهاية لن تكون كما نتخيلها… بل كما نصنعها!