بعد لقائهم مع زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان في سجنه بجزيرة إمرالي، استكمل وفد حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب المؤيد للأكراد في تركيا لقاءاته الرامية إلى تسوية القضية الكردية مع رئيس البرلمان نُعمان قورتولموش وزعيم حزب الحركة القومية دولت بهجلي.
الاجتماع مع رئيس البرلمان
بدأت اللقاءات في الساعة 13:30 بالتوقيت المحلي، حيث التقى وفد حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب، الذي ضم النواب بيرفين بولدان، وسرّي ثريا أوندر، وأحمد تُرك (رئيس بلدية ماردين السابق الذي تم تعيين وصي عليه)، مع رئيس البرلمان التركي نُعمان قورتولموش. استمر الاجتماع نحو ساعة وانتهى في حوالي الساعة 14:20.
تصريحات سرّي ثريا أوندر
بعد الاجتماع، صرح سرّي ثريا أوندر للصحفيين بأنهم قد قدموا ملخصاً حول لقائهم مع أوجلان، وأضاف: “ناقشنا مقترحات رئيس البرلمان واستمعنا إلى آرائه. سنواصل هذه المحادثات مع السيد بهجلي. من المتوقع أن نزور جميع الأحزاب الممثلة في البرلمان، بما في ذلك حزب الشعب الجمهوري وحزب العدالة والتنمية يوم الاثنين المقبل. بعد هذه الزيارات، سنصدر بياناً شاملاً كوفد.”
وعن سؤاله حول ما إذا كان يشعر بالأمل، أجاب أوندر قائلاً: “بالطبع نحن متفائلون.”
اللقاء مع بهجلي
بعد اللقاء مع قورتولموش، توجه وفد الحزب الكردي إلى الاجتماع مع بهجلي، حيث استقبلهم عند باب مكتبه، واستمر الاجتماع حوالي 40 دقيقة، غير أن أي من الطرفين لم يصدر أي تصريحات رسمية بعد الاجتماع.
من جانب آخر، أفادت المصادر أن أحمد تُرك قدم هدية لبهجلي عبارة عن مسبحة من العنبر، وهي لفتة رمزية تعكس الاحترام المتبادل بين الطرفين.
الخلفية السياسية
في وقت سابق، خلال اجتماع لحزب الحركة القومية في 22 أكتوبر، دعا بهجلي إلى رفع التقييد عن أوجلان قائلاً: “إذا تم رفع الحظر عن زعيم التنظيم الإرهابي، ينبغي أن يأتي إلى البرلمان ويعلن أن الإرهاب قد انتهى وأن المنظمة قد تم حلها”. وأضاف بهجلي أنه إذا أظهر أوجلان هذه “الحكمة والقرار”، فإن فرصه للاستفادة من “حق الأمل” يجب أن تفتح بشكل قانوني.
هذه التصريحات تلت دعوته لموافقة الوفد على زيارة إمرالي، ليقوم وفد الحزب بعد ذلك بزيارة إمرالي في 28 ديسمبر للقاء أوجلان، مما شكل نقطة تحول في العلاقات بين الحزب والحكومة.
الآفاق المستقبلية
تستمر هذه اللقاءات ضمن جهود أوسع لبناء أرضية مشتركة نحو حل القضية الكردية. يرى البعض أن هذه الخطوات قد تمثل فرصة لتسوية الصراع الطويل في تركيا، في حين يبقى التساؤل حول ما إذا كان هذا التحرك سيؤدي إلى تحولات حقيقية في سياسة الحكومة التركية تجاه الأكراد والمنظمات المرتبطة بهم.