أجبرت الأزمة الاقتصادية المتفاقمة وارتفاع تكاليف المعيشة في تركيا أكثر من 324,000 طالب جامعي على تعليق أو إنهاء دراستهم الجامعية خلال السنوات الخمس الماضية، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة “بيرغون” ونقله مركز ستوكهولم السويدي للحرية.
وتشير البيانات إلى أن عام 2024 وحده شهد انسحاب 56,107 طلاب من التعليم الجامعي، فيما بلغ إجمالي عدد الطلاب الذين توقفوا عن الدراسة بين عامي 2019 و2024 نحو 324,821 طالباً. وقد تم الكشف عن هذه الأرقام استجابةً لسؤال برلماني تقدم به النائب المعارض بكير باشاويرجن، عضو حزب الشعب الجمهوري.
وألقى باشاويرجن باللوم على السياسات الاقتصادية للحكومة، معتبراً أنها السبب الرئيسي وراء اضطرار هذا العدد الكبير من الطلاب للتخلي عن أحلامهم التعليمية. وقال: “آلاف الطلاب لم يعودوا قادرين على تحمل تكاليف السكن والطعام والنفقات الأساسية الأخرى. السياسات الاقتصادية الفاشلة للحكومة سرقت أحلامهم.”
وأشار باشاويرجن إلى أن عام 2024 شهد تسجيل 1.18 مليون طالب في جامعات خارج محافظاتهم الأصلية، مما زاد من الأعباء المالية عليهم بسبب تكاليف السكن والسفر. وأضاف: “العديد من الطلاب أصبحوا مضطرين للعمل أثناء الدراسة، لكن الآلاف منهم اضطروا في النهاية إلى التخلي عن الدراسة.”
وتظهر الأرقام زيادة مطردة في عدد الطلاب الذين يعلقون أو ينهون دراستهم على مدار السنوات الأخيرة. ووفقاً لبيانات وزارة التربية الوطنية، توقف 45,382 طالباً عن الدراسة في عام 2019، وارتفع العدد إلى 47,302 في عام 2020، ثم انخفض قليلاً إلى 37,565 في عام 2021، لكنه عاد للارتفاع بشكل ملحوظ إلى 63,612 في عام 2022، ليصل إلى 74,851 في عام 2023.
ويعاني الاقتصاد التركي منذ عام 2018 من تحديات كبيرة، أبرزها التضخم المرتفع، وانخفاض قيمة العملة، وارتفاع معدلات البطالة. وقد تفاقمت هذه الأزمة بفعل عدم الاستقرار السياسي والتغيرات المالية العالمية، مما أثر بشدة على الأسر في جميع أنحاء البلاد.
وبالنسبة للطلاب، كانت الأوضاع أكثر قسوة، حيث أدت تكاليف السكن المرتفعة، وتراجع القوة الشرائية، وقلة الدعم المالي إلى وضعهم أمام خيارات صعبة بين مواصلة التعليم أو تأمين احتياجاتهم الأساسية. ونتيجة لذلك، اضطر العديد من الطلاب إلى التخلي عن تعليمهم الجامعي.