اعتقلت الشرطة التركية 30 شخصًا، بينهم 20 صحفيًا، خلال مظاهرة نُظمت يوم السبت في ساحة “شيشانه” بمدينة إسطنبول احتجاجًا على مقتل صحفيين كرديين اثنين في ما يُقال إنها ضربة جوية تركية بطائرة مسيرة شمالي سوريا.
تفاصيل الاحتجاج
جاءت المظاهرة بدعوة من “جمعية صحفيي دجلة والفرات”، و”جمعية صحفيات ميزوبوتاميا”، و”اتحاد نقابات الصحفيين التقدميين في تركيا”.
وندد المحتجون بمقتل الصحفيين ناظم دشتان (32 عامًا) وجيهان بلغين (29 عامًا)، اللذين قُتلا يوم الخميس الماضي بالقرب من سد تشرين شرقي حلب أثناء تغطيتهما للاشتباكات بين القوات المدعومة من تركيا والمقاتلين الأكراد المدعومين من الولايات المتحدة.
تدخل الشرطة
تدخلت الشرطة التركية لفض الاحتجاج ومنعت المحتجين من قراءة بيانهم الصحفي، وقامت بإبعاد الصحفيين الذين كانوا يغطون الحدث عن الموقع. ووفقًا لشهود عيان، تم اعتقال بعض الصحفيين أثناء التغطية.
وفي بيان نشره اتحاد نقابات الصحفيين التقدميين على وسائل التواصل الاجتماعي، طالب بالإفراج الفوري عن المعتقلين، قائلًا: “زملاؤنا الذين تجمعوا في ساحة شيشانه للاحتجاج على مقتل الصحفيين ناظم دشتان وجيهان بلغين قد تم اعتقالهم. نطالب بالإفراج عنهم فورًا.”
إدانات واسعة النطاق
أثار مقتل الصحفيين موجة من الإدانات الواسعة. وطالبت “جمعية صحفيي دجلة والفرات” ومنظمات إعلامية أخرى بمحاسبة المسؤولين، متهمة القوات التركية باستهداف دشتان وبلغين، اللذين كانا يعملان لصالح وسائل إعلام كردية سورية مثل “روج نيوز” و”أنها”. كما استنكر “اتحاد الصحفيين الأتراك” الهجوم، واصفًا إياه بأنه انتهاك لأمن الصحفيين وتهديد لحرية الصحافة.
من جانبها، أكد “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، ومقره لندن، أن الضربة نفذتها طائرة مسيرة تركية، وهو ما يتوافق مع تقارير وكالة أنباء ميزوبوتاميا المؤيدة للأكراد، إلا أن الجيش التركي نفى استهداف المدنيين، مشددًا على أن عملياته تقتصر على “الجماعات الإرهابية”.
تصاعد التوترات
أثارت الحادثة مخاوف متزايدة بشأن العمليات التركية في شمال سوريا، حيث تستهدف تركيا المناطق الخاضعة لسيطرة الأكراد وسط تصاعد التوترات بعد الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد. وقد ألمح المسؤولون الأتراك إلى إمكانية شن عمليات عسكرية في المنطقة، مدعين أن وجود المقاتلين الأكراد قرب حدودها يشكل تهديدًا لأمنها القومي.
احتجاجات أخرى في فان
وفي احتجاج مماثل في مدينة فان شرقي تركيا، اعتقلت الشرطة 55 شخصًا، بينهم 10 صحفيين، خلال مظاهرة نظمت للتنديد بمقتل الصحفيين الكرديين.
يأتي هذا الحادث في وقت تتصاعد فيه الانتقادات المحلية والدولية ضد سياسات تركيا في سوريا، لا سيما مع استمرار عملياتها العسكرية التي تستهدف المناطق الكردية. ويرى مراقبون أن هذه الحوادث تزيد من حدة التوترات بين الحكومة التركية والجماعات المدافعة عن حقوق الأكراد وحرية الصحافة.