وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قراراً تنفيذياً يوجه برفع السرية عن الملفات الفيدرالية المتعلقة باغتيال الرئيس جون كينيدي، وشقيقه السيناتور روبرت كينيدي، وزعيم الحقوق المدنية مارتن لوثر كينغ، بهدف إتاحة جميع الوثائق المتبقية أمام الرأي العام.
كشف المستور: خطة للكشف عن الوثائق
في تصريح له بعد توقيع القرار، أكد ترامب: “كل شيء سيظهر للعلن”، مشيراً إلى أن القرار يطالب مدير الاستخبارات الوطنية والمدعي العام بتطوير خطة لرفع السرية عن الوثائق المتعلقة باغتيال جون كينيدي خلال 15 يوماً، وللملفات الخاصة بالاغتيالين الآخرين خلال 45 يوماً.
وعد انتخابي طال انتظاره
ترامب كان قد وعد خلال حملته الانتخابية بالكشف عن جميع الوثائق المتعلقة باغتيال جون كينيدي عام 1963 في دالاس. وعلى الرغم من أن ولايته الأولى شهدت إعلاناً مماثلاً، إلا أن ضغوطاً من حالت دون الإفراج الكامل عن جميع الوثائق تحت ذريعة حماية الأمن القومي.
خلفية تاريخية للأحداث
قُتل الرئيس كينيدي في 22 نوفمبر 1963 على يد لي هارفي أوزوالد، الذي أطلق النار عليه خلال موكبه في مدينة دالاس. وبعد يومين من الحادث، قُتل أوزوالد على يد جاك روبي، مما أثار تساؤلات وشكوكاً واسعة حول الظروف المحيطة بالاغتيال.
جهود سابقة لتجميع الوثائق
في تسعينيات القرن الماضي، أصدرت الحكومة الأمريكية قانوناً يلزم بتجميع جميع الوثائق المتعلقة باغتيال كينيدي في الأرشيف الوطني. ومع ذلك، لم يتم الكشف عن جميع الملفات، حيث تشير التقديرات إلى وجود حوالي 3,000 وثيقة لا تزال محجوبة كلياً أو جزئياً، أغلبها صادرة عن وكالة الاستخبارات المركزية.
ردود فعل وتحليلات
علق لاري ساباتو، مدير مركز السياسة بجامعة فرجينيا ومؤلف كتابThe Kennedy Half-Century، على القرار قائلاً: “هناك دائماً احتمال الكشف عن معلومات صغيرة تعيد تسليط الضوء على القضية”، لكنه أضاف: “البحث قد لا يسفر عن شيء كبير، ولكنه يفتح الباب لطرح المزيد من الأسئلة”.
كما أن الوثائق التي تم الكشف عنها مؤخراً تضمنت ملاحظات لوكالة الاستخبارات المركزية تناقش زيارات أوزوالد لسفارات سوفيتية وكوبية في المكسيك قبل أسابيع من الاغتيال.
تحركات سياسية
وفي خطوة لافتة، رشح ترامب روبرت إف. كينيدي جونيور، نجل السيناتور روبرت كينيدي الذي قُتل عام 1968، لمنصب وزير الصحة في إدارته. كينيدي جونيور صرح بأنه غير مقتنع بأن شخصاً واحداً فقط كان مسؤولاً عن اغتيال عمه الرئيس كينيدي، مشيراً إلى وجود مؤامرة أكبر وراء الأحداث.
ملفات لا تزال غامضة
رغم الإعلان عن الإفراج الكامل، يشير بعض الباحثين إلى وجود وثائق استُثنيت من الإفشاء، مثل الإقرارات الضريبية وبعض الوثائق التي يُعتقد أنها تعرضت للإتلاف.
يأتي قرار ترامب ليعيد الزخم إلى إحدى القضايا الأكثر إثارة للجدل في تاريخ الولايات المتحدة. ورغم الجهود المبذولة للكشف عن الحقيقة الكاملة، فإن تساؤلات كثيرة لا تزال مطروحة حول ما إذا كانت جميع الأسرار المرتبطة باغتيالات كينيدي ومارتن لوثر كينغ ستُكشف يوماً أم ستبقى طي الكتمان.