أوقفت الشرطة التركية، يوم الخميس، رئيس الاستخبارات السابق في المديرية العامة للأمن، صبري أوزون، على خلفية اتهامات بـ”إهانة الرئيس رجب طيب أردوغان”، وذلك بسبب انتقاده لسياسة الحكومة تجاه غزة، وفقًا لما نقلته وكالة الأناضول الرسمية.
وأعلنت النيابة العامة في إسطنبول فتح تحقيق ضد أوزون بتهمة “نشر محتوى مسيء للرئيس أردوغان على وسائل التواصل الاجتماعي”، وذلك بعد منشور لأوزون على منصة “إكس” في أول أيام العام الجديد، انتقد فيه تضامن تركيا المعلن مع غزة والاستمرار في الوقت ذاته في التجارة مع إسرائيل.
خلفية الحدث
المنشور المثير للجدل تناول فعالية تضامنية كبيرة مع فلسطين نُظمت في إسطنبول بحضور مئات الآلاف، من بينهم أفراد من عائلة أردوغان ورموز حزب العدالة والتنمية الحاكم. وألقى بلال أردوغان، نجل الرئيس الأصغر، كلمة تحدث فيها عن “انتصار” غزة على إسرائيل، مشيرًا إلى ما وصفه بالإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد من قبل قوى المعارضة.
وقال بلال أردوغان: “صمد المسلمون في سوريا وانتصروا. وبعد سوريا، ستنتصر غزة على الحصار. غزة ليست وحدها، وفلسطين ليست وحدها، وسوريا ليست وحدها. نحن موجودون، إسطنبول موجودة، وتركيا موجودة..”
انتقاد أوزون
ردًا على ذلك، كتب صبري أوزون على منصة “إكس” منتقدًا ما وصفه بالنفاق الحكومي:
“الأب أرسل الوقود والصلب إلى إسرائيل، ونال التصفيق. الابن احتج على إسرائيل، ونال التصفيق. مثل هذه الأمة تستحق حكم السلطان. هذا هو حال المجتمع غير المتعلم.”
الخلفية القانونية والانتقادات
أثار توقيف أوزون جدلاً واسعًا، إذ يواجه الآلاف في تركيا تحقيقات وملاحقات قضائية بتهمة إهانة الرئيس بموجب المادة 299 من قانون العقوبات التركي. تُتيح المادة فرض عقوبات تصل إلى أربع سنوات من السجن، مع إمكانية زيادة العقوبة إذا ارتكبت الإساءة عبر وسائل الإعلام.
التناقض في السياسات
يرى المنتقدون أن الحكومة التركية، رغم خطابها الحاد ضد إسرائيل، تواصل تصدير النفط الخام من ميناء جيهان التركي إلى إسرائيل، رغم إعلان حظر تجاري في مايو. وأكدت تقارير منظمات حقوقية، مثل “أوقفوا تمويل الإبادة الجماعية”، استمرار شحنات النفط إلى إسرائيل عبر وجهات وسيطة.
الوضع في غزة
يأتي هذا الجدل في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة منذ هجوم نفذته حماس في 7 أكتوبر 2023، وأسفر عن مقتل 1206 أشخاص وأسر نحو 250. ووفقًا لوزارة الصحة في غزة، قُتل أكثر من 45 ألف شخص، معظمهم من المدنيين، منذ بدء الهجوم. ووصفت الأمم المتحدة هذه الأرقام بأنها موثوقة. وفي تقرير صدر في 5 ديسمبر، اعتبرت منظمة العفو الدولية أن أفعال إسرائيل في غزة تشكل إبادة جماعية.
تثير قضية صبري أوزون العديد من التساؤلات حول حرية التعبير في تركيا ومدى مواءمة السياسات الحكومية بين الخطاب والممارسة، خصوصًا في قضايا حساسة تتعلق بفلسطين وغزة.