ألمح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى احتمال ترشحه لانتخابات الرئاسة في عام 2028، رغم تصريحاته السابقة بأن الانتخابات المحلية لعام 2024 ستكون حملته السياسية الأخيرة.
جاء هذا التصريح خلال المؤتمر الثامن الاعتيادي لحزب العدالة والتنمية في محافظة شانلي أورفا، حيث شهد الحدث أداءً غنائيًا للفنان التركي الشهير إبراهيم تاتليسيس، الذي ينحدر من أصول عربية وكردية. وبعد أدائه، توجه تاتليسيس إلى أردوغان بسؤال: “هل ستترشح للرئاسة مرة أخرى؟ دعنا نحصل على وعد منك في هذا الصدد”، ليرد أردوغان قائلاً: “إذا كنتَ معنا، فأنا كذلك.”
تصريحات متناقضة حول المستقبل السياسي
كان أردوغان قد أعلن سابقًا أن الانتخابات المحلية في 31 مارس 2024 ستكون آخر محطة في مسيرته السياسية التي امتدت لأكثر من عقدين. وأعرب حينها عن ثقته بأن حزب العدالة والتنمية سيظل في السلطة بعد مغادرته، معتبرًا أن نتائج الانتخابات المحلية ستكون “بركة للأخوة الذين سيأتون من بعدي.”
لكن رغم هذه التصريحات، تثار تساؤلات حول نواياه المستقبلية، حيث يُقال إنه يسعى لتعديل دستوري يمكّنه من الترشح لفترة رئاسية أخرى في 2028.
الجدل الدستوري بشأن الترشح
وفقًا للدستور التركي، يُسمح للرئيس بشغل منصبه لفترتين فقط مدة كل منهما خمس سنوات، إذا جرت الانتخابات في مواعيدها. وكانت الانتخابات العامة الأخيرة قد عقدت في مايو 2023، عندما فاز أردوغان بولاية جديدة. ومن المقرر إجراء الانتخابات المقبلة في 2028.
لكن الدستور يتيح للرئيس فرصة الترشح لفترة إضافية في حال إجراء انتخابات مبكرة. ووفق هذا السيناريو، إذا تقررت انتخابات مبكرة في عام 2027، يمكن لأردوغان الترشح لفترة ثالثة. ويُشار إلى أن انتخابه في 2014 تحت النظام البرلماني لا يُحتسب كأول ولاية بموجب النظام الرئاسي الذي أُقر عقب استفتاء 2017.
رد المعارضة على تصريحات أردوغان
في المقابل، رد زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض، أوزغور أوزل، بتحدٍ واضح، مشيرًا إلى أن إجراء انتخابات مبكرة يتطلب قرارًا برلمانيًا بموافقة 360 نائبًا من أصل 600، وهو ما تفتقر إليه المعارضة. وأضاف: “إذا كان لديهم الشجاعة، يمكننا اتخاذ قرار بشأن الانتخابات هذا الأسبوع. الكرة في ملعبهم… نحن مستعدون سواء كانت الانتخابات في مارس أو أكتوبر.”
انتقادات لحكم أردوغان
يواجه أردوغان اتهامات من معارضيه بترسيخ حكم الفرد، والانخراط في قضايا فساد واسعة النطاق، واستغلال موارد الدولة لصالح عائلته والمقربين منه. في الوقت ذاته، يعاني الشعب التركي من تفاقم تكلفة المعيشة الناتجة عن انخفاض قيمة الليرة التركية ومستويات التضخم القياسية.