يتوجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى إثيوبيا والصومال في بداية العام المقبل، وذلك في أعقاب نجاحه في التوسط لإنهاء التوترات بين البلدين الجارين في منطقة القرن الإفريقي.
وكتب أردوغان في منشور على منصة “إكس” أنه يعتزم زيارة البلدين خلال أول شهرين من العام الجديد، مشيرًا إلى الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد ورئيس الصومال حسن شيخ محمود في العاصمة التركية أنقرة يوم 11 ديسمبر.
وأوضح الرئيس التركي أن الاتفاق يمثل “مبادرة تاريخية” بعد خلاف استمر قرابة عام.
خلفية النزاع
بدأ النزاع بين البلدين في يناير الماضي، عندما أبرمت إثيوبيا، التي لا تمتلك منفذًا بحريًا، اتفاقًا مع منطقة “صوماليلاند” الانفصالية لاستئجار شريط ساحلي لاستخدامه كقاعدة عسكرية وميناء.
في المقابل، وعدت “صوماليلاند”، التي أعلنت استقلالها عن الصومال عام 1991 ولم تحظَ باعتراف دولي من مقديشو، بأن تقدم إثيوبيا اعترافًا رسميًا بها، رغم أن أديس أبابا لم تؤكد ذلك أبدًا.
واعتبرت الحكومة الصومالية هذا الاتفاق انتهاكًا لسيادتها، مما أثار قلقًا دوليًا من احتمالية تصاعد التوترات في المنطقة المضطربة.
جهود الوساطة التركية
تدخلت تركيا للوساطة في يوليو الماضي، حيث عُقدت ثلاث جولات من المحادثات، اثنتان منها في أنقرة والثالثة في نيويورك، قبل التوصل إلى الاتفاق الأسبوع الماضي، الخطوة التي حظيت بإشادة من الاتحاد الإفريقي والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
توسع الدور الدبلوماسي التركي
في إطار تعزيز دوره كوسيط دبلوماسي، أجرى أردوغان يوم الجمعة اتصالًا برئيس الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، عارضًا الوساطة لحل النزاع بين السودان ودولة الإمارات العربية المتحدة.
ومنذ أبريل 2023، تعيش السودان في صراع دموي بين الجيش بقيادة البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي”. وقد اتهمت الحكومة السودانية مرارًا الإمارات بدعم قوات الدعم السريع، وهو اتهام نفته أبوظبي مرارًا.
تداعيات النزاع السوداني
أسفر النزاع السوداني عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد أكثر من 11 مليون شخص، ما جعل الوساطة الدولية أمرًا ضروريًا لإنهاء الأزمة الإنسانية المتفاقمة.
بهذا السياق، يسعى الرئيس التركي إلى تعزيز دور بلاده في حل النزاعات الإقليمية والدولية، متطلعًا إلى تحقيق المزيد من النجاحات الدبلوماسية بعد وساطته الناجحة بين إثيوبيا والصومال.