أعلن وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، يوم الأحد أن ملايين السوريين الذين شردتهم سنوات الحرب الأهلية يمكنهم الآن العودة إلى ديارهم، وذلك بعد إعلان الفصائل المسلحة بقيادة الإسلاميين سيطرتها على دمشق.
وأشار فيدان إلى أن الرئيس المخلوع بشار الأسد “من المحتمل أن يكون خارج سوريا”، موضحًا أن مكان تواجده الحالي غير معروف، ومؤكدًا على أن حياته قد تكون في خطر.
جاءت تصريحاته هذه خلال مشاركته في منتدى الدوحة حيث اجتمع مع نظرائه من إيران وروسيا، الحليفين الأساسيين لنظام الأسد.
وقال فيدان في كلمته بالمنتدى: “انهار نظام الأسد، والسيطرة على البلاد تنتقل الآن بين أطراف جديدة”، مضيفًا: “لم يحدث هذا بين ليلة وضحاها. فمنذ 13 عامًا، تعيش البلاد في اضطرابات متواصلة”، في إشارة إلى بداية الحرب الأهلية التي اندلعت عام 2011 نتيجة قمع الأسد للاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية.
عودة النازحين وإعادة الإعمار
أكد وزير الخارجية التركي أن الوقت قد حان لتوحيد الجهود من أجل إعادة بناء سوريا، مشيرًا إلى أن ملايين السوريين الذين أجبروا على ترك منازلهم بسبب الصراع يمكنهم الآن العودة إلى أرضهم. وقال: “إنه وقت الوحدة وإعادة الإعمار”.
وشدد فيدان على أن أي حكومة جديدة تتولى زمام الأمور في سوريا يجب أن تضمن عدم تشكيلها أي تهديد لدول الجوار، وتابع: “عملنا مع السوريين ومع الأطراف الإقليمية والدولية لضمان أن تكون سوريا الجديدة والإدارة الجديدة مصدر استقرار، وليست تهديدًا لجيرانها. بل على العكس، يجب أن تكون سوريا الجديدة جزءًا من حل المشكلات الحالية والقضاء على التهديدات القائمة”.
جهود تركيا في المرحلة الانتقالية
تحدث فيدان عن الجهود التي تبذلها تركيا للتعاون مع الفصائل المسلحة في سوريا، بهدف منع الجماعات الإرهابية مثل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) وحزب العمال الكردستاني (PKK) من استغلال الوضع بعد سقوط نظام الأسد.
وأشار فيدان إلى ضرورة اليقظة خلال هذه المرحلة الانتقالية الحساسة، قائلًا: “لدينا اتصالات مع الجماعات المختلفة للتأكد من أن المنظمات الإرهابية، وخاصة داعش وحزب العمال الكردستاني، لا تستغل هذا الوضع لتحقيق مكاسب”.
أهمية المرحلة المقبلة
اختتم وزير الخارجية التركي تصريحاته بالتأكيد على أن هذه المرحلة تتطلب تعاونًا إقليميًا ودوليًا لضمان استقرار سوريا وبناء مستقبل مشرق لها، وواصل قائلا: “إننا أمام فرصة حقيقية لإعادة تشكيل مستقبل البلاد، ولكن النجاح في ذلك يتطلب تنسيقًا دقيقًا وعملًا جادًا من جميع الأطراف”.
وفي ظل سقوط نظام الأسد وتغير موازين القوى، تتطلع تركيا إلى تعزيز دورها الإقليمي من خلال لعب دور محوري في تحقيق الاستقرار وإعادة بناء سوريا، بما يخدم مصالحها ومصالح دول الجوار.