في تطور جديد يتعلق بالعلاقات التركية-الأمريكية، أعلن السيناتوران الأمريكيان كريس فان هولين وليندسي غراهام عن نيتهما تقديم مشروع قانون لفرض عقوبات على تركيا، إذا لم توافق أنقرة على تمديد الهدنة مع “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)
التوتر المتصاعد على الساحة السورية
جاء هذا التهديد وسط أنباء عن استعدادات “الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا لشن عملية عسكرية جديدة في سوريا. وفي المقابل، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية تمديد الهدنة بين “قوات سوريا الديمقراطية” و”الجيش الوطني السوري” حتى نهاية الأسبوع.
وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، أن واشنطن تأمل في تمديد الهدنة لفترة أطول، مؤكداً أن الولايات المتحدة تعمل على تعزيز الجهود الرامية لتحقيق استقرار دائم في المنطقة.
تصريحات السيناتورين فان هولين وغراهام
أصدر السيناتوران بياناً مشتركاً عبر منصة “إكس” جاء فيه: “رفضت تركيا تمديد الهدنة، بما في ذلك مقترح إنشاء منطقة منزوعة السلاح على طول الحدود، وخاصة في مدينة كوباني. وعلى الرغم من وجود بعض المخاوف الأمنية المشروعة لتركيا، فإن هذه التحركات تضر بالأمن الإقليمي، ولا يمك“ن للولايات المتحدة أن تبقى مكتوفة الأيدي.”
وأضاف البيان: “لقد أجرينا يوم أمس اتصالاً مع الجنرال مظلوم عبدي، وأكدنا مجدداً دعمنا لشركائنا الأكراد في سوريا. ندعو الولايات المتحدة لاستخدام كل الأدوات المتاحة للضغط من أجل وقف إطلاق نار دائم وإقامة منطقة منزوعة السلاح.”
وختم السيناتوران تحذيرهما بالقول: “إذا لم تلتزم تركيا بهذه الشروط، فسنقدم هذا الأسبوع مشروع قانون عقوبات مشابه لمشروعنا السابق لعام 2019، الذي حظي بدعم الحزبين الديمقراطي والجمهوري.”
قسد وتركيا: محاور الخلاف
تشكل “وحدات حماية الشعب” (YPG) العمود الفقري لـ”قوات سوريا الديمقراطية”، التي تعتبرها تركيا امتداداً لحزب العمال الكردستاني (PKK)، وتصنفها كمنظمة إرهابية. وفي المقابل، تنظر الولايات المتحدة إلى “قسد” كشريك أساسي في جهود مكافحة تنظيم داعش، وهو ما يمثل نقطة خلافية عميقة بين واشنطن وأنقرة.
العقوبات الأمريكية السابقة على تركيا
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تهدد فيها واشنطن أنقرة بعقوبات؛ فقد سبق أن فرضت الولايات المتحدة عقوبات على تركيا بسبب شرائها منظومة الدفاع الجوي الروسية “إس-400”. وشملت هذه العقوبات حظر نقل طائرات F-35 وقطع غيارها إلى تركيا، بالإضافة إلى فرض عقوبات بموجب قانون “مواجهة أعداء أمريكا من خلال العقوبات”.
التوتر في العلاقات التركية-الأمريكية
يعكس هذا التصعيد الجديد استمرار التوتر في العلاقات بين أنقرة وواشنطن، حيث تتباين مواقف البلدين حول قضايا إقليمية ودولية عدة، خاصة فيما يتعلق بالملف السوري ودور الأكراد في المنطقة. ومع استمرار هذا التباعد في المصالح، يبدو أن هذه الخلافات مرشحة لمزيد من التصعيد خلال الفترة المقبلة.
في ظل هذه التهديدات، يبقى السؤال المطروح: هل ستسعى تركيا إلى التهدئة وتمديد الهدنة لتجنب العقوبات، أم أنها ستتخذ مساراً مختلفاً يضع العلاقات الثنائية أمام اختبار جديد؟ الأجوبة ستتضح مع تطورات الأيام المقبلة.