دعا وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، إلى تكثيف الجهود الإقليمية المشتركة لمواجهة حزب العمال الكردستاني المحظور، وذلك خلال زيارته إلى العاصمة العراقية بغداد يوم الأحد.
التصدي لخطر العمال الكردستاني في العراق وسوريا
أكد فيدان في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره العراقي، فؤاد حسين، أن تنظيم العمال الكردستاني لا يستهدف فقط تركيا، بل يمتد تهديده إلى كل من العراق وسوريا، موضحًا بقوله: “أود أن أشدد بأقوى العبارات على أن العمال الكردستاني ستهدف تركيا والعراق وسوريا. يجب علينا توحيد جميع مواردنا للقضاء على تنظيم داعش وتنظيم العمال الكردستاني معًا”.
ويُذكر أن تنظيم العمال الكردستاني الذي يخوض نزاعًا مسلحًا مع الدولة التركية منذ عقود، يتمركز في إقليم كردستان العراق، الذي يحتضن أيضًا قواعد عسكرية تركية. كما تتهم أنقرة القوات الكردية في سوريا بالارتباط بتنظيم العمال الكردستاني المحظور، الذي تصنفه تركيا وحلفاؤها الغربيون كمنظمة إرهابية.
التوترات الأخيرة على الحدود العراقية التركية
تأتي زيارة فيدان إلى بغداد في أعقاب حادثة إطلاق نار يوم الجمعة الماضي، أسفرت عن مقتل اثنين من حرس الحدود العراقيين بالقرب من الحدود مع تركيا، وهي هجوم نسبت بغداد مسؤوليته إلى تنظيم العمال الكردستاني، مما دفع أنقرة إلى تأكيد عزمها العمل مع العراق لتأمين الحدود المشتركة.
تعاون عسكري بين بغداد وأنقرة
شهدت العلاقات بين البلدين تطورًا لافتًا العام الماضي عندما أدرجت الحكومة العراقية العمال الكردستاني ضمن قائمة المنظمات “المحظورة”. غير أن تركيا تطالب بغداد بخطوة إضافية تتمثل في تصنيف التنظيم كمنظمة إرهابية. وقال فيدان في هذا السياق: “توقعنا النهائي من العراق هو أن يعترف بتنظيم العمال الكردستاني كمنظمة إرهابية بعد تصنيفه كمنظمة محظورة”.
وفي إطار تعزيز التعاون العسكري بين البلدين، وقّعت بغداد وأنقرة في أغسطس الماضي اتفاقية تعاون عسكري تهدف إلى إنشاء مراكز قيادة وتدريب مشتركة لمكافحة العمال الكردستاني.
التنسيق حول الملف السوري ومكافحة داعش
ناقش الوزيران خلال المؤتمر الصحفي قضايا أخرى، من بينها مكافحة تنظيم داعش على الحدود العراقية السورية. وأشار حسين إلى وجود تفاهمات واضحة بين تركيا والعراق حول كيفية التعامل مع الوضع في سوريا، التي شهدت تغييرات سياسية بعد الإطاحة ببشار الأسد في ديسمبر الماضي. كما أوضح أن بغداد تتواصل مع السلطات السورية الجديدة وتسعى إلى التنسيق في العديد من القضايا المشتركة.
التصعيد التركي في سوريا
في السياق ذاته، كان فيدان قد هدد مطلع الشهر الجاري بشن عملية عسكرية ضد القوات الكردية في سوريا، بعد أن نفذت تركيا في السنوات الماضية عدة عمليات عسكرية برية في سوريا تهدف إلى إبعاد المقاتلين الأكراد عن حدودها، على الرغم من اعتبارهم شركاء أساسيين من قبل الغرب في الحرب ضد تنظيم داعش.
يرى مراقبون أن تصريحات وزير الخارجية التركي وزيارته إلى بغداد تجسد رغبة أنقرة في تعزيز التعاون الإقليمي لمواجهة التحديات الأمنية المشتركة، لاسيما تلك التي تمثلها التنظيمات الإرهابية مثل داعش والعمال الكردستاني. وفي ظل التحديات المتزايدة على الحدود العراقية والتركية والسورية، يبقى التنسيق بين الدول الثلاث عاملًا حاسمًا في تحقيق الاستقرار والأمن الإقليمي.