أكد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، في كلمته أمام الجمعية العامة للبرلمان التركي خلال عرض ميزانية وزارته لعام 2025، أن السياسة التي تنتهجها حكومة حزب العدالة والتنمية ليست “كردوفوبية” (معادية للأكراد).
وأشار فيدان إلى أن العداء الذي تظهره تركيا موجه فقط ضد من يرفع السلاح ضد تركيا، في تصريحات أدلى بها ردًا على انتقادات بعض نواب حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب المؤيد للأكراد.
وخلال خطابه، قال فيدان: “بالنسبة لكم، سوريا تعني الأكراد فقط، والأكراد يعنون حزب العمال الكردستاني فقط. أنتم تختزلون سوريا في مكون واحد، لكن الحقيقة أن سوريا تضم مكونات متنوعة مثل العرب، والدروز، والأكراد، والعلويين، والسنة، وغيرهم. ليست سوريا مجرد منطقة واحدة فقط.”
أهمية تشكيل حكومة شاملة في سوريا
وفيما يتعلق بالملف السوري، أشار فيدان إلى أهمية تشكيل إدارة جديدة في سوريا تتسم بالاستقرار والشمولية، مضيفًا: “يجب على المعارضة السورية أن تكون موحدة وأن تعمل على تشكيل حكومة شاملة. لقد حان الوقت لتوحيد البلاد وإعادة بنائها بعد سنوات الحرب الطويلة. ومع استقرار الأوضاع، سيكون بإمكان السوريين الذين أُجبروا على مغادرة منازلهم بسبب الحرب العودة إلى أراضيهم.”
وأكد فيدان أن تركيا تولي أهمية كبيرة لوحدة سوريا الوطنية، واستقرارها، وسيادتها، وسلامة أراضيها، وازدهارها، وأن بلادها ستواصل العمل مع دول المنطقة والفاعلين الدوليين لتحقيق هذه الأهداف.
انتقادات للسياسات الإسرائيلية في سوريا
كما هاجم فيدان السياسات الإسرائيلية في سوريا، واصفاً إياها بأنها تهدف إلى تحقيق مكاسب على حساب القانون الدولي، متابعًا بقوله: “إسرائيل تواصل تجاهل القانون الدولي من خلال محاولاتها الاستفادة من التطورات في سوريا لتحقيق أهدافها. دخول إسرائيل إلى الأراضي السورية بعقلية احتلالية يستهدف سيادة سوريا وسلامة أراضيها، ويهدد عملية السلام التي تقترب منها سوريا. بعد تدمير غزة بالكامل، تهدد إسرائيل الآن مستقبل إخواننا السوريين.”
ردود على اتهامات “الكردوفوبيا“
وأثناء خطابه، تعرض فيدان لانتقادات من نواب الحزب الكردي الذين اتهموا تركيا بانتهاج سياسة خارجية “كردوفوبية”، على حد وصفهم، ليردّ عليهم فيدان قائلاً:
“سياساتنا تهدف إلى جمع الجميع حول هدف مشترك: سوريا خالية من الإرهاب، لا تشكل تهديداً لجيرانها، تحكمها إدارة غير إقصائية، وتضمن حقوق الأقليات بالتساوي، وتؤمن حياة وممتلكات مواطنيها.”
فيدان واصل قائلا: “اتهامنا بالكردوفوبيا غير واقعي. عداؤنا ليس موجهاً ضد مكون معين، بل ضد الإرهاب. إذا نظرنا إلى سجل حزب العمال الكردستاني، سنجد أنه يقف ضد كل الأحزاب الكردية أينما وُجدت. هل هناك حزب كردي لم يستهدفه هذا الحزب؟ التاريخ يشهد من هو المعادي للأكراد حقاً.”
العلاقات مع الأكراد في المنطقة
وأشار فيدان إلى قوة العلاقات التي تربط تركيا بحكومة إقليم كردستان في العراق وبالعديد من السياسيين الأكراد الشرعيين في سوريا، وقال: “علاقاتنا مع أربيل ومع السياسيين الأكراد الشرعيين في سوريا واضحة ومعروفة. ومع ذلك، وصف معاداتنا لمن يرفع السلاح ضدنا بأنها كردوفوبيا لا يمت للحقيقة بصلة. أنصحكم بالتحلي بالمزيد من العقلانية ومراجعة أنفسكم، وتحديث رؤيتكم السياسية بما يخدم مصالحكم.”
في ختام كلمته، أكد وزير الخارجية التركي أن بلاده ستواصل دعم الشعب السوري والعمل مع الأطراف المختلفة لتحقيق السلام والاستقرار في سوريا، مشيراً إلى أن سياسات تركيا الخارجية تستند إلى مبادئ واضحة تهدف إلى تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة بعيداً عن أي اعتبارات عدائية تجاه مكونات معينة، على حد تعبيره.