تشهد المنطقة تحركات دبلوماسية واقتصادية جديدة تمثلت في تقديم الأردن وسوريا وتركيا مذكرة مشتركة لوزراء النقل، تضمنت مقترحات لإعادة تفعيل معبر باب الهوى – جيلفي غوزو أمام الشاحنات الأردنية عبر الأراضي السورية، وإحياء سكة حديد الحجاز التاريخية بدعم تركي، إلى جانب إطلاق دراسات لتأسيس شبكة سكك حديدية حديثة تربط الدول الثلاث بالممرات العالمية. المذكرة نُشرت تفاصيلها عبر التلفزيون الأردني الرسمي “المملكة“.
لقاء ثلاثي في عمّان وتحويل العلاقات إلى مبادرات
عُقد الاجتماع الفني الثلاثي في العاصمة الأردنية عمّان، برئاسة الأمين العام لوزارة النقل الأردنية فارس أبو دية، وبمشاركة معاون وزير النقل السوري لشؤون النقل الطرقي محمد رحال، والمدير العام للعلاقات مع الاتحاد الأوروبي والعلاقات الخارجية في وزارة النقل والبنية التحتية التركية بوراك أيكان.
أبو دية شدّد على أن هذه اللقاءات تسهم في “تحويل العلاقات الثنائية القوية إلى مبادرات عملية ذات بعد اقتصادي واستراتيجي”، في إشارة إلى ما يرافق هذه الاجتماعات من توافقات على المستوى الفني والتقني.
معبر باب الهوى وإحياء حركة الترانزيت
بحسب المذكرة، فإن فتح معبر باب الهوى أمام الشاحنات الأردنية سيمكن حركة الترانزيت من الوصول إلى تركيا عبر شمال غرب سوريا، مع مراعاة الالتزامات الفنية اللازمة.
كل من عمّان ودمشق أبدتا اهتمامًا متزايدًا في إعادة تشغيل هذا المعبر، باعتباره ركيزة لاستعادة انسيابية حركة الشحن الإقليمي. المسؤولون الأردنيون كانوا قد ناقشوا مؤخرًا إعادة تفعيل هذا المسار بغية إنعاش الصادرات وخفض تكاليف النقل وتقليص الزمن المستغرق لشحن البضائع، خصوصًا تلك الموجهة نحو الأسواق الأوروبية.
سكة حديد الحجاز: ربط التاريخ بالحاضر
محور آخر من المباحثات تمثل في إعادة إحياء سكة حديد الحجاز، إذ أبرز الجانب الأردني إمكانيات هذا المشروع في دعم عملية إعادة إعمار سوريا وتعزيز حركة التجارة الإقليمية حالما يتم إصلاح المقاطع المتضررة.
الأردن وسوريا كانتا قد شرعتا خلال العام الجاري في تنسيق إجراءات النقل وإعادة فتح النقاش حول مشاريع السكك الحديدية، بما يمهّد لإعادة استخدام هذا الخط التاريخي كوسيلة لربط المنطقة.
دور تركيا والتوجه نحو تكامل لوجستي
من جانبه، شدّد محمد رحال على الدور المحوري الذي تلعبه مشاريع السكك الحديدية في تيسير حركة السلع والأفراد. مشاركة تركيا، عبر ممثلها بوراك أيكان، جاءت لتعكس اهتمام أنقرة بتوسيع نطاق التعاون اللوجستي العابر للحدود مع عمّان ودمشق.
وفي الأشهر الأخيرة، كثّفت عمّان ودمشق اجتماعات اللجان الفنية لبحث إزالة العقبات أمام النقل البري، وتوحيد بعض الرسوم، واستكشاف فرص إعادة تشغيل خطوط السكك الحديدية. في المقابل، أشارت أنقرة إلى خطط لتعزيز التنسيق مع الجانبين تحضيرًا لاجتماعات وزارية مرتقبة من شأنها صياغة خطوات تنفيذية لهذه المبادرات.

