في تاريخ المقاومة ضد الاحتلال النازي خلال الحرب العالمية الثانية، يُعتبر غونار سونستبي واحدًا من أبرز الشخصيات التي تركت بصمة خالدة.
شاب نرويجي بسيط، بدأ حياته المهنية كمحاسب، لكن ظروف الحرب جعلت منه واحدًا من أهم رموز الكفاح السري ضد الاحتلال.
سونستبي، المعروف بالاسم الرمزي “Nr. 24″، قاد “عصابة أوسلو”، وهي مجموعة مقاومة سرية نفذت سلسلة من العمليات الجريئة ضد قوات الاحتلال النازي. من تفجير المباني العسكرية إلى تعطيل شبكات الاتصالات، أظهرت هذه المجموعة شجاعة وتصميمًا كبيرين في مواجهة قوة عسكرية هائلة.
تُظهر قصة سونستبي التحديات الأخلاقية والمعنوية التي واجهتها المقاومة في ظل احتلال قاسٍ. كيف يمكن للفرد أن يوازن بين التزامه بالمبادئ الإنسانية وضرورة اتخاذ قرارات صعبة في ظروف الحرب؟
هذه التساؤلات، وغيرها، هي ما يعيد فيلم “Nr. 24” للمخرج جون أندرياس أندرسن استكشافه. يقدم الفيلم صورة مؤثرة للحياة السرية التي عاشها سونستبي وزملاؤه، مسلطًا الضوء على المخاطر التي واجهوها، والخسائر التي تحملوها، والأمل الذي دفعهم للاستمرار.
من خلال عدسة سينمائية دقيقة وسرد مشوق، يُظهر الفيلم أهمية الدفاع عن القيم الإنسانية حتى في أحلك الظروف. كما يُعيد طرح سؤال دائم الحضور في أدبيات المقاومة: ما الذي يجعل الإنسان يخاطر بكل شيء من أجل الحرية؟
فيلم “Nr. 24” ليس مجرد عمل سينمائي يستعرض بطولات الماضي، بل هو تذكير بقدرة الإنسان على مواجهة الاستبداد، ودعوة للتفكير في قيم الشجاعة والتضحية التي لا تزال تلهم العالم حتى اليوم.