اتهمت روسيا أوكرانيا بشن هجوم بطائرات مسيّرة استهدف البنية التحتية لخط أنابيب الغاز “ترك ستريم”، الذي يعدّ آخر خطوط الأنابيب الروسية النشطة لنقل الغاز إلى أوروبا عبر تركيا.
جاء ذلك وفقًا لتقرير نشرته وكالة “فرانس برس”، استنادًا إلى بيان صادر عن وزارة الدفاع الروسية يوم الاثنين.
تفاصيل الهجوم المزعوم
أوضحت وزارة الدفاع الروسية أن الهجوم وقع في 11 يناير الجاري، حيث قالت: “حاول النظام في كييف، عبر استخدام تسع طائرات مسيّرة، تنفيذ هجوم على محطة ضغط الغاز جنوب روسيا، والتي تمد خط أنابيب ترك ستريم”.
وأضاف البيان أن جميع الطائرات المسيّرة تم إسقاطها قبل تحقيق أهدافها، إلا أن الحطام المتساقط أدى إلى أضرار طفيفة في أحد المباني وبعض المعدات في محطة قياس الغاز.
الهجوم استهدف منشأة تقع في قرية “غاي-كودزور” القريبة من ساحل البحر الأسود جنوب روسيا، وهي منطقة تُشرف على شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في 2014، وتعرضت مرارًا لهجمات أوكرانية خلال النزاع المستمر منذ ثلاث سنوات.
استمرار العمليات وعدم تأثر الإمدادات
رغم الهجوم، أكدت وزارة الدفاع الروسية أن المنشأة تواصل العمل “بشكل طبيعي”، وأن إمدادات الغاز عبر خط “ترك ستريم” لم تتأثر.
يُعتبر “ترك ستريم” شريانًا حيويًا لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا، إذ يمتد لمسافة 930 كيلومترًا تحت البحر الأسود من روسيا إلى تركيا، ومن ثم إلى دول البلقان. تصل الطاقة السنوية لهذا الخط إلى 31.5 مليار متر مكعب، وهو اليوم الخط الأخير الذي ما زال يعمل لنقل الغاز الروسي إلى القارة الأوروبية.
خلفية التوتر في قطاع الطاقة
مع بداية العام الجديد، أوقفت أوكرانيا عبور الغاز الروسي عبر أراضيها، مما أنهى عقودًا طويلة كان فيها هذا المسار هو الرئيسي لتصدير الغاز الروسي إلى أوروبا.
منذ بدء العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا في فبراير 2022، تعمل دول الاتحاد الأوروبي على تقليل اعتمادها على الغاز الروسي، مما أدى إلى انخفاض كميات الغاز المستوردة عبر خطوط الأنابيب.
ورغم ذلك، اتجهت بعض الدول الأوروبية إلى زيادة استيراد الغاز الروسي المسال (LNG) الذي يُنقل عبر البحر، ما يعكس تعقيد المشهد في مجال الطاقة الأوروبية.
تصعيد جديد في الصراع الروسي الأوكراني
الهجوم المزعوم على البنية التحتية لـ”ترك ستريم” يُبرز بُعدًا جديدًا للصراع الدائر بين روسيا وأوكرانيا، حيث أصبحت المنشآت الحيوية للطاقة أهدافًا مباشرة في هذا النزاع.
مع تصاعد التوتر في ملف الطاقة بين روسيا وأوكرانيا، يبقى السؤال قائمًا حول مدى تأثير هذه الهجمات على إمدادات الطاقة لأوروبا، خاصة في ظل محاولات الاتحاد الأوروبي تقليل اعتماده على الغاز الروسي واستكشاف مصادر بديلة.