طالب السياسي الكردي المعتقل، صلاح الدين دميرطاش، بالإفراج عنه من السجن للمساهمة في عملية سلام جديدة في تركيا تهدف إلى تخلي حزب العمال الكردستاني المحظور عن السلاح، وفقًا لتقرير صادر عن القسم التركي لصحيفة “دويتشه فيله” يوم الثلاثاء، نقلاً عن محامٍ.
قال المحامي الكردي والسياسي صدقي زيلان، الذي التقى بدميرطاش، الرئيس المشارك السابق لحزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد، في سجن أدرنة شمال تركيا يوم 17 نوفمبر، إن دميرطاش مستعد لدعم عملية سلام، لكن يجب الإفراج عنه للتفاوض بشأن القضية الكردية، حيث لا يمكنه المساهمة بفعالية في هذه العملية من خلف القضبان.
أفاد زيلان بأن دميرطاش أبدى استعداده لتحمل المسؤولية لتحقيق السلام، مضيفًا: “لكن في معادلة يتم فيها احتجاز السياسيين الأكراد كرهائن، لا يمكن مناقشة القضية الكردية بشكل جدي. تحقيق الإرادة الحرة يتطلب بيئة حرة”، على حد تعبيره.
زيلان أوضح أنه ليس محامي دميرطاش الخاص ولا متحدثًا باسمه، لكنه أعرب عن ثقته في قدرة الزعيم الكردي المسجون على الإسهام في عملية السلام، مؤكدًا أن ذلك سيكون مستحيلاً في ظل قيود السجن.
وأضاف زيلان أن دميرطاش يعطي الأولوية للسلام الاجتماعي بقدر أهمية المصالحة بين الأطراف الأساسية المعنية، مشددًا على أهمية الحوار مع جميع المجموعات والأفراد لنشر السلام في جميع طبقات المجتمع.
اعتقال دميرطاش ودوره في عملية السلام
لا يزال دميرطاش قابعًا في السجن منذ نوفمبر 2016 بتهم تتعلق بأنشطته السياسية وخطبه، رغم أن العديد من الجهات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان أدانت اعتقاله لدوافع سياسية.
وفي حكمها لعام 2020، أمرت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان (ECtHR) بالإفراج عن دميرطاش واعتبرت أن اعتقاله “غير مبرر” ويهدف إلى تقييد التعددية والحد من حرية النقاش السياسي في تركيا.
جاءت زيارة زيلان لدميرطاش بعد تحرك مفاجئ من رئيس حزب الحركة القومية اليميني المتطرف، دولت بهجلي، الحليف المعتاد للرئيس أردوغان، الذي اقترح الشهر الماضي السماح لعبد الله أوجلان، زعيم حزب العمال الكردستاني المعتقل، بالتحدث أمام الكتلة البرلمانية للحزب المؤيد للأكراد ودعوة الحزب إلى التخلي عن السلاح.
تغير المواقف السياسية
يمثل اقتراح بهجلي تغييرًا كبيرًا نظرًا لمعارضته الطويلة لأي حوار مع حزب العمال الكردستاني. وقال بهجلي إنه إذا اتخذ أوجلان خطوة لدفع الحزب إلى التخلي عن السلاح، فقد يكون هناك إجراء تشريعي يمهد الطريق لإطلاق سراحه.
تبدو أنقرة وكأنها تعيد النظر في استئناف الحوار مع حزب العمال الكردستاني، بعد تجميد جهود السلام لمدة تقارب 10 سنوات. وتشير تقارير إلى أن الدافع وراء هذه الجهود هو منع إيران من استغلال المقاتلين الأكراد لزعزعة استقرار تركيا في حال تصاعد التوترات مع إسرائيل.
يُذكر أن حزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه تركيا وحلفاؤها الغربيون كمنظمة إرهابية، يشن حربًا ضد الدولة التركية منذ عام 1984 دعمًا لحقوق الأكراد، مما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص.