تتواصل جهود الإطفاء المكثفة لاحتواء حريق غابات اندلع ظهر اليوم في ولاية إزمير غرب تركيا، وسط رياح قوية زادت من صعوبة السيطرة على ألسنة اللهب.
الحريق، الذي اندلع بين قريتي كويوجاق التابعة لمقاطعة مندريس وأورهانلي في سفيريحصار، أدى إلى إخلاء خمس مناطق سكنية، وسط تزايد القلق من امتداد النيران إلى مناطق أوسع.
انتشار واسع للنيران وإخلاء عاجل للمدنيين
اندلع الحريق حوالي الساعة الواحدة ظهراً بالتوقيت المحلي في منطقة حرجة، وسرعان ما اشتدت النيران بفعل الرياح العاتية التي تضرب المنطقة. ورغم تدخل جوي وبري مكثف، تمكنت النيران من الوصول إلى خمس أحياء سكنية هي: أورهانلي، باياملي، أتاتورك، جمهوريت، وكافاك دَرَه.
بدأت قوات الأمن والشرطة بإخلاء المواطنين من منازلهم بعد نداءات عاجلة، فيما سُجلت أضرار في ثلاثة منازل على الأقل جراء وصول ألسنة اللهب إليها.
جهود إطفاء غير مسبوقة
استجابت السلطات على الفور، حيث يشارك في عمليات الإطفاء18 طائرة، و10 مروحيات و40 سيارة إطفاء و10 شاحنات تزويد بالمياه و4 جرافات، بالإضافة إلى 687 عنصراً من كوادر الإسعاف، والإطفاء، والأمن، والدرك. وقد أُغلقت بعض الطرق مؤقتاً كإجراء احترازي لمنع امتداد الحريق وتسهيل حركة فرق الطوارئ.
التحقيق في حادثة إشعال متعمد: مشتبه به قيد الاحتجاز
في تطور موازٍ، أعلنت وزارة العدل التركية توقيف شخص واحد في منطقة بوجا، بتهمة إشعال حريق غابة عمداً باستخدام البنزين.
وذكر وزير العدل، يلماظ تونج، أن المشتبه به “أضرم النيران بداية في مكان إقامته، قبل أن يُشعل حريق الغابة”، مضيفاً أن النيابة العامة فتحت تحقيقاً بحقه تحت بند “إشعال حريق غابة عمدًا“.
ويأتي هذا في سياق سلسلة من التحقيقات الموسعة التي فتحتها السلطات التركية في عدد من الولايات، بسبب تكرار حوادث حرائق الغابات في الأيام الأخيرة.
خلفية وسياق بيئي أوسع
تركيا، التي عانت في السنوات الأخيرة من موجات حرائق مدمرة في مناطق بحر إيجه والبحر المتوسط، تواجه حالياً تحدياً متصاعداً يتمثل في ارتفاع درجات الحرارة وتغير أنماط الرياح، ما يزيد من خطورة انتشار الحرائق. وتُضاف إلى ذلك عوامل بشرية، من بينها الإهمال أو الأعمال التخريبية، ما يضع عبئاً كبيراً على البنية التحتية لمكافحة الحرائق.

