كشفت منظمات حقوقية عن ارتكاب السلطات التركية في السجون سلسلة من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان خلال عام 2024، تضمنت التعذيب، والتفتيش العاري، وحرمان السجناء من الرعاية الطبية.
جاء ذلك في تقرير صادر عن جمعية “الحرية للمحامين”، واتحاد الجمعيات القانونية والتضامنية لعائلات السجناء، ونشره مركز ستوكهولم السويدي للحرية.
حرمان من الرعاية الطبية
أشار التقرير إلى أن الحرمان من الرعاية الطبية يمثل إحدى القضايا الأكثر إلحاحًا؛ ففي سجن “أخلاط” من النوع تي (T)، أبلغ السجناء عن تأخير في نقلهم إلى المستشفيات، مما أدى إلى ترك الحالات الطبية الطارئة دون علاج لأسابيع.
وزادت الأوضاع تعقيدًا بسبب اشتراط السلطات خضوع السجناء للفحص الطبي وهم مكبلون بالأصفاد، مما دفع العديد منهم إلى رفض هذا الإجراء، وبالتالي حرمانهم من العلاج.
وفي سجن “بولفادين” من النوع تي أيضًا، صرح أحد السجناء المصابين بفيروس التهاب الكبد B بأنه لم يتلقَ أي تقييمات أو علاج طبي لأكثر من عام بسبب رفضه للتفتيش الجسدي المهين قبل نقله إلى المستشفى.
التعذيب وسوء المعاملة الجسدية
وثق التقرير حالات تعذيب واعتداء جسدي أيضًا؛ ففي سجن “يوزغات” رقم 1 من النوع تي، تعرض السجناء للضرب من قِبَل الحراس أثناء عمليات التفتيش. وروى أحد السجناء كيف تم جره من ذراعه ودفعه على الدرج مما أدى إلى إصابته، ومن ثم وضعه في الحبس الانفرادي بدلًا من تلقي العلاج.
الإيذاء النفسي والترهيب
تعرض السجناء لإيذاء نفسي من خلال الحرمان من النوم، حيث كان الحراس يقتحمون الزنازين ليلًا، يشعلون ويطفئون الأنوار، ويغلقون الأبواب بقوة، مع إطلاق تهديدات لفظية لبث الرعب.
الإجراءات المهينة والتفتيش العاري
تكررت شكاوى السجناء من التفتيش العاري والمعاملة المهينة أثناء عمليات التفتيش. في سجن “باكيركوي” للنساء، أفادت السجينات بتعرضهن لتفتيش جسدي مهين بحضور حراس رجال، مما تسبب في شعورهن بالإذلال وانعدام الأمان.
كما وردت شكاوى مشابهة من سجن “تشورلو” شديد الحراسة، حيث أفاد السجناء الجدد بتعرضهم للتفتيش العاري والإساءة اللفظية عند استقبالهم.
العقوبات التعسفية وخلق مناخ الخوف
برزت الممارسات العقابية التعسفية كإحدى القضايا الرئيسية، حيث أفاد السجناء في سجن “أضنة كيركجيلر” من النوع ف (F) بتعرضهم لعقوبات مثل الحبس الانفرادي، فقدان حقوق الزيارة، ونقلهم إلى سجون بعيدة دون إشعار. أثرت هذه التنقلات المفاجئة على استقرارهم وعزلتهم عن عائلاتهم، مما زاد من معاناتهم.
الانتهاكات الثقافية واللغوية
تم توثيق انتهاكات للحقوق الثقافية واللغوية في العديد من السجون. في سجن باكيركوي للنساء، أفادت السجينات بحرمانهن من الكتب والمطبوعات باللغة الكردية بدعوى “مخاوف أمنية”. وذكرت أخريات أن المراسلات الشخصية باللغة الكردية تم حظرها. وفي سجن “بولو” من النوع ف، أبلغ السجناء عن مصادرة المواد المكتوبة باللغة الكردية خلال عمليات التفتيش.
ظروف قاسية وعزل اجتماعي
تطرقت الشهادات إلى الظروف القاسية في السجون، حيث وصف السجناء في سجن “تشورلو” شديد الحراسة وضعهم في زنازين فردية مع نوافذ مغطاة بأسلاك تمنع دخول ضوء الشمس، مما خلق شعورًا بالخنق، كما تم منعهم من المشاركة في الأنشطة الجماعية أو الوصول إلى المكتبات.
قيود على المعلومات والأنشطة الاجتماعية
في سجن أنطاليا من النوع أس (S)، اشتكى السجناء من القيود المفروضة على الكتب والقنوات التلفزيونية والمصادر الإخبارية المستقلة، مما أدى إلى قطعهم عن العالم الخارجي، كما رفضت طلبات الأنشطة الاجتماعية وبرامج التأهيل.