على الرغم من استبعادها من برنامج المقاتلة F-35 منذ يوليو 2019 بسبب شرائها منظومة الدفاع الجوي الروسية S-400، لا تزال الصناعات الجوية التركية (TUSAŞ) تحتفظ بمعدات إنتاج حساسة مرتبطة بالمشروع، وفقًا لما أوردته Defense Archives.
في أكتوبر 2024، أطلق مكتب برنامج F-35 المشترك (JPO) طلبًا للحصول على معلومات (RFI) يهدف إلى استعادة معدات الاختبار الخاصة (STE) والأدوات الخاصة (ST) من منشآت توساش في أنقرة ونقلها إلى منشآت نورثروب غرومان في كاليفورنيا. وكانت شركة توساش تُعد موردًا ثانويًا لهيكل الطائرة الأوسط، بالتوازي مع نورثروب غرومان، حتى قرار الإقصاء.
وكانت الشركات التركية قد حصلت على عقود لإنتاج أكثر من 1,000 مكون ضمن استثمار أنقرة الذي بلغ 1.4 مليار دولار في البرنامج، قبل أن تقرر إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إقصاء تركيا في 2019، مشيرةً إلى مخاوف أمنية تتعلق بشراء S-400.
وعقب استبعاد تركيا، عملت الولايات المتحدة بسرعة على إيجاد بدائل لسلاسل التوريد، حيث تمكن مكتب برنامج F-35 بحلول مايو 2020 من اعتماد مصادر جديدة لمعظم 817 مكونًا هيكليًا و188 مكونًا لمحركات الطائرة كانت الشركات التركية مسؤولة عن تصنيعها، وفقًا لتقرير صادر عن مكتب المساءلة الحكومي الأمريكي (GAO).
وقد تولت نورثروب غرومان الإنتاج الرئيسي لهيكل الطائرة الأوسط حتى اكتمال عملية الانتقال في 2022. وفي خطوة لتعزيز الإنتاج الأوروبي، أبرمت الشركة في فبراير 2023 شراكة مع شركة Rheinmetall الألمانية لإنشاء خط تجميع ثانٍ في مدينة ويزه، ألمانيا، ومن المقرر أن يبدأ تشغيله منتصف عام 2025.
إقصاء تركيا أحدث تحولًا كبيرًا في سلسلة توريد F-35 داخل دول الناتو، حيث كانت الشركات التركية، بقيادة توساش، مسؤولة عن إنتاج أجزاء رئيسية من الهيكل الأوسط وأكثر من 1,000 مكون قبل أن يتم توزيع هذه المسؤوليات على شركات أمريكية وأوروبية. وتشمل هذه الشركات BAE Systems البريطانية ومنشأة Cameri الإيطالية، بينما تساهم النرويج وهولندا في تصنيع الأنظمة الإلكترونية والأسلاك الفرعية.
وقد بدأ بناء منشأة Rheinmetall في ألمانيا في أغسطس 2023، ومن المتوقع أن يكتمل خلال الربيع الحالي، على أن يبدأ الإنتاج الفعلي في صيف 2025، حيث أكدت الشركة أن العمليات تسير وفق الجدول الزمني المحدد.
ومع ذلك، ورغم الجدول الزمني المعلن، لم يتم حتى الآن إصدار طلب رسمي لاستعادة المعدات التركية بعد مسح السوق في أكتوبر 2024، ما يشير إلى أن توساش لا تزال تحتفظ بتلك الأدوات المتخصصة في أنقرة. وقد يؤثر هذا التأخير على جاهزية نورثروب غرومان إذا كانت تخطط لاستخدام هذه المعدات في منشأتها الجديدة بألمانيا.