فرضت الهيئة العليا للإذاعة والتلفزيون التركية (RTÜK) غرامة على موقع “بورصا دا بوجون” الإخباري، عقب تصريحات أدلت بها المذيعة أيسين كومتجان، التي قدمت تعازيها في وفاة ملهم حركة الخدمة فتح الله كولن خلال بث مباشر.
كانت الشرطة التركية اعتقلت كومتجان على إثر هذه التصريحات وفصلتها السلطات من عملها،فضلًا عن اعتقال رئيس رئيس تحرير صحيفة يني آسيا ذات التوجه الإسلامي كاظم كولتشيوز لنفس السبب، في خطوة اعتُبرت دليلاً آخر على مدى الشيطنة التي يتعرض لها كولن وأتباع حركة الخدمة على يد الحكومة.
يُذكر أن كولن كان يعيش في الولايات المتحدة منذ عام 1999، وتوفي في أحد مستشفيات بنسلفانيا في 20 أكتوبر عن عمر 83 عاماً. وتتهم الحكومة التركية والرئيس أردوغان الحركة التي ألهمها كولن بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 يوليو 2016، وتصفها بـ”منظمة إرهابية”، في حين تنفي الحركة أي تورط في الانقلاب أو أي نشاط إرهابي.
واعتبرت السلطات التركية عبارة كومتجان “رحمه الله” انتهاكاً للقانون، مما أدى إلى فرض غرامة تبلغ 5 بالمائة من إيرادات القناة الشهرية. وصدر القرار بإجماع أعضاء الهيئة، بما فيهم ممثلو أحزاب المعارضة.
وقد احتفلت العديد من الدوائر المؤيدة للحكومة في تركيا بوفاة كولن، متعهدة بمواصلة مكافحة حركته دون تهاون.
كما فرضت RTÜK غرامات على عدد من القنوات التلفزيونية بسبب تغطيتها لهجوم استهدف شركة الصناعات الجوية التركية (TAI)، بحجة انتهاكها حظرًا قضائيًا على البث وعدة مخالفات أخرى.
في 23 أكتوبر 2024، تعرضت منشأة شركة الصناعات الجوية التركية في منطقة كهرمان كازان بأنقرة لهجوم منسق بالأسلحة والمتفجرات، مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة 22 آخرين. وأعلن حزب العمال الكردستاني (PKK)، المصنف كمنظمة إرهابية من قبل تركيا وحلفائها الغربيين، مسؤوليته عن الهجوم.
وأصدر القضاء حظرًا على البث للسيطرة على نشر المعلومات المتعلقة بالحادث.
وأعلنت الهيئة العليا للإذاعة والتلفزيون التركية أن قنوات، منها: “إن تي في”، “شو تي في”، “تيلي 1″، “سي إن إن تورك”، “تي جي آر تي خبر”، “سوزجو تي في”، “هالك تي في” و”فلاش خبر”، وغيرها قد انتهكت حظر البث بعرضها محتوى حول الهجوم، وأغرمتها بأقصى العقوبات الإدارية المتاحة بموجب لوائح الهيئة.
بالإضافة إلى ذلك، فرضت الهيئة عقوبات على بعض القنوات بسبب محتوى برامجها النهارية. إذ أغرمت قنوات “تي في 8″، “قناة دي”، “NOW”، “بياز تي في”، “شو تي في”، “ATV” و”ستار تي في” بأعلى مستوى بسبب مخالفات في برامجها النهارية. كما واجهت قنوات “هالك تي في”، “NOW”، “بورصا دا بوجون”، “تيلي 1″، “سوزجو تي في” و”فلاش خبر” غرامات ثقيلة بسبب مخالفات في تغطيتها الإخبارية.
يتهم النظام التركي بفرض سيطرة متزايدة على الإعلام في البلاد منذ محاولة الانقلاب الفاشلة في عام 2016. وقد أغلقت الحكومة مئات وسائل الإعلام وسجنت العشرات من الصحفيين المنتقدين بحجة مكافحة الانقلاب.
ويواجه الصحفيون وغيرهم خطر فقدان وظائفهم أو التعرض للمضايقات القضائية والسجن لأقل انتقاد للحكومة.
تركيا، التي تعاني منذ سنوات من سجل سيء في حرية الصحافة، تحتل المرتبة 158 من أصل 180 دولة في مؤشر حرية الصحافة العالمي لمنظمة “مراسلون بلا حدود”، الذي نُشر في 3 مايو، يوم حرية الصحافة العالمي.